صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة
صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة ، سؤال متداول بين المسلمين في شهر رمضان المبارك يبحثون حول ماهي صحة حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة ابن باز، فإنّ شهر رمضان الكريم هو شهر العبادات، وموسم من مواسم الخير فيه يُكثر المؤمنون من الصلوات وقراءة القرآن والأذكار، كما يسعون للقيام بعبادات مثل أداء الصدقات أو العمرة، لأنّ الأجر والثواب مضاعف للمؤمنين في رمضان، وقد ورد الكثير من الأحاديث النبوية التي تُثبت أن الأجر والثواب مضاعف للمؤمنين في رمضان، فهل حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار هو أحد هذه الأحاديث الصحيحة؟ سؤال سنوضّح جوابه في هذا المقال صحة حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة ابن عثيمين، يبدأ الكثير من المسلمين بقراءة هذا الدعاء في بداية الأشهر القليلة التي تسبق رمضان، ولكن ما درجة وصحة الحديث فلا نعرف صحته، وفي السطور التالية سنتعرف ما صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة ابن باز، وأيضاً على تفاصيل صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة اسلام ويب .
ماهي صحة حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة
يعتبر حديث رمضان أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من الأحاديث الضعيفة المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذلك وفقًا لما قاله الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف الجامع، وأنكره في السلسلة الضعيفة، فهناك الكثير من الأحاديث الضعيفة التي يتم اسنادها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
حديث : (( شهر رمضان اوله رحمه ، وأوسطه مغفرة ، واخره عتق من النار )) .. ضعيف وقال الشيخ الألباني: إنه حديث منكر، وأيضاً حديث : (( صوموا تصحوا )) .. حديث ضعيف، والله أعلم.
ما صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار
إنّ حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار هو من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والتب لا يُحتجّ بها، وقد ورد هذا الحديث عن سلمان أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خطب في المسلمين خطبة مطوّلة وقال فيها: “وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ. مَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ“، وقد ورد هذا الحديث في كتاب صحيح الجامع للشيخ الألباني على أنّه حديث ضعيف، كما ود في كتاب السلسلة الضعيفة أنّه حديث مُنكر، كما قال البخاري أنّه حديث لا يُحتجّ به، وقال كلّ من الإمام أحمد ويحيى بن معين أنَّ هذا الحديث ليس بشيء، وعلى ذلك فإنَّ هذا الحديث ضعيف ومنكر بالإجماع من شيوخ الإسلام وعلمائه.
صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة ابن باز
ذكر ابن باز أن هذا الحديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة حديث ضعيف ولا يوجد له أساس من الصحة حيث ينتشر بين الناس في شهر رمضان كل عام أن شهر رمضان ينقسم إلى ثلاثة أقسام أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار، فالله تعالى رحمته واسعة وفي كل وقت ليست مقتصرة على العشرة الأوائل من رمضان فقط بل يعيش الإنسان في جميع الأوقات تحت رحمة الله سبحانه وتعالى، كما أن الله تعالى هو الغفور الرحيم فيغفر لعباده الذنوب في كل وقت.
دلائل ضعف حديث رمضان أولة رحمة وأوسطه مغفرة
طبقًا للحديث الضعيف الذي انقسم لثلاثة من الأقسام والتي تدل على ضعفه، وهي أن أوله رحمه، وفي وسطه مغفرة، وفي نهايته عتق من النار فهذه الأقسام دليل على ضعفه، وذلك لأن رحمة الله سبحانه وتعالى ليست مقتصرة على وقت معين فهي واسعة تشمل جميع الأوقات كما يقول الشيخ المالكي.
وأما غفران الله تعالى للذنوب ليس له وقت محدد أيضًا كذلك العتق من النار لا يقتصر على نهاية شهر محدد مهما كان فضل هذا الشهر، ففضائل الله تعالى على عباده قائمة حتى يوم القيامة.
ويُعتبر هذا الحديث مجتزأ من الحديث الكامل الذي رواه سلمان الفارسي وهو:{خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعًا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار }.
تفنيد ضعف حديث اوله رحمه واوسطه مغفره الدرر السنية
تُعتبر أسانيد هذا الحديث من الأسانيد الضعيفة وحكم عليه الفقهاء المحدثين بإنكاره لتقسيم الشهر لأقسام ثلاثة تعم فيها الرحمة والمغفرة والعتق من النار التي هي سارية حتى يوم الدين، وذلك كما في الحديث{ من تقرب فيه بخصلة من الخير كمن أدى فريضة }.
فهذا الحديث أيضًا لا دليل عليه فالنافلة هي النافلة والفريضة هي الفريضة في شهر رمضان أو غيره من الشهور، والأجر العظيم في هذا الشهر يكون عن الصيام الذي له أجر عظيم ليس له مثيل، وذلك لما جاء عن الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي{ كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به }.
والسند في حديث ( أوله رحمة وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار) يوجد به انقطاع وذلك لأن سعيد ابن المسيب لم تُحفظ له رواية عن سلمان الفارسي، ويقول آخرون بأنه من الأحاديث المنكرة ومنهم أبو حاتم الرازي والشيخ الألباني والإمام العيني، وعندما أورده ابن خزيمة في صحيحه قال إن صح، وذلك يعني عدم جزمه بصحته.
أحاديث شهر رمضان المبارك موضوعة
أحاديث رمضانية موضوعة يردد الناس في كثير من الأحيان بعض الأحاديث غير الصحيحة والتي لم يرد ذكرها عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ويتداولها الكثيون فيما بينهم دون التأكد من صحّة إسنادها، فتصبح هذه الأحاديث شائعة ومنشرة على أنّها أحاديث نبوية، على الرغم من كونها أحاديث ضعيفة، وقد ذُكرت الكثير من الأحاديث الرمضانية الضعيفة والمنكرة والتي لا أساس لها في الأحاديث النبوية ولا صحّة، ومن هذه الأحاديث الرمضانية نذكر:
- حديث: “إنَّ للهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من رمضانَ سِتَّمِائةِ ألْفِ عَتيقٍ من النارِ، فإذا كان آخِرُ ليلةٍ أعتَقَ اللهُ بِعددِ كُلِّ مَنْ مَضَى”، فإنّ عدد العتقاء من النار في رمضان وفي غير رمضان هو عدد لا يعلمه إلّا الله، وفي هذا الحيث ضعف وإنكار.
- حديث: “إن الجنة لتبخر وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة … قال : ولله عز وجل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار، فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره”، وهو حديث موضوع وغير صحيح.
- حديث: “من أدرك شهر رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواه وكتب له بكل يوم عتق رقبة وبكل ليلة عتق رقبة وكل يوم حملان فرس في سبيل الله وفي كل يوم حسنة وفي كل ليلة حسنة”، وهو حديث موضوع أيضًا.
- حديث: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا دخَلَ رجبٌ قالَ: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان”، ولا حرج في دعاء الإنسان ببلوغ رمضان بالصيغة السابقة، إلّا أنّ هذا الدعاء غير وارد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومنكر.
وفي الختام نكون قد وضحنا صحة حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة، حيث أنه من الأحاديث التي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة والتي وجب توضيح مدى صحتها أو غير صحتها، وكانت هذه الإجابة على صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة الدرر السنية .