حكم قول جمعة مباركة ابن باز
حكم قول جمعة مباركة ابن باز ، سؤالٌ يطرحه الكثير من المسلمين يتساءلون حول ما حكم قول جمعه مباركه، حيث أن التحية أمر محبب في الإسلام، يبدأ بها المرء عند لقاء أخيه واجتماعه به، فالإسلام أمر بإلقاء التحية بأفضل صيغة، وأمر برد التحية كذلك بأفضل صيغة، واليوم عنوان هذا المقال هو حكم قولجمعة مباركة، ومن المعلوم أن يوم الجمعة يومٌ أختص الله عز وجل أمة محمد صلى الله عليه وسلم به، وقد ورد في هذا اليوم العظيم عدة أحاديثٍ في السنة النبوية المطهرة، ومن هذا المنطلق سيتمُّ بيان حكم قول المسلم لأخيه المسلم جمعة مباركة، كما سيتم ذكر أفضل الأعمال في يوم الجمعة، وفي هذا المقال سيتمّ التّعرّف على حكم قول جمعه مباركه للشيخ ابن باز كتحيّةٍ في الإسلام.
أهمية يوم الجمعة عند المسلمين
قبل الحديث عن حكم قول جمعة مباركة ابن باز، لا بدّ من الحديث عن اهمية يوم الجمعة، فلقد خصّ الله تعالى هذا اليوم بالعديد من الفضائل والمزايا الّتي لا تكون في باقي الأيّام، وجعل له أهميّةً عظيمة وكبيرة، وسنذكر فيما يأتي فضائل يوم الجمعة والمزايا الّتي أعطته أهميّة كبيرة، وهي:
- يوم الجمعة هو اليوم الّذي خصّه الله تعالى للمسلمين، وأضلّ عنه اليهود والنّصارى.
- هو اليوم الّذي خُلق فيه آدم عليه السّلام، وفيه دخل الجنّة وفيه قد مات.
- هو اليوم الّذي تقوم فيه القيامة ويُبعث فيه النّاس للحساب والعرض.
- هو اليوم الّذي خصّه الله تعالى بصلاةٍ مفروضةٍ وهي صلاة الجمعة.
- هو اليوم الّذي جعل الله تعالى فيه ساعة استجابة.
- هو خير يومٍ طلعت عليه الشّمس كما أخبرنا نبيّنا الحبيب.
- هو اليوم الّذي أتمّ الله تعالى على المسلمين النّعمة والفضل، ورضي لهم الإسلام ديناً.
- هو اليوم الّذي جعل الله تعالى فيه أجراً كثيراً وتكفيراً للذّنوب والآثام.
حكم قول جمعة مباركة ابن باز
وفق ما جاء عن الشيخ ابن باز يرى أنَّ حكم قول جملة “جمعة مباركة” تعدُّ من الجمل المستحدثة التي لم ترد في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبناءً على ذلك فإنَّه يرى عدم جواز قول جمعة مباركة في حال التزام المسلم بها واعتقاده أنَّها عبادة يؤجر عليها، أمَّا إن كان يقولها المسلم من باب الدعاء لأخيه المسلم من غير اعتقاد لثبوتها ولا مداومةٍ عليها فلا بأس في هذه الحالة من قولها.
ما حكم التهنئة بيوم الجمعة الفوزان
في حكم التهنئة بيوم الجمعة أشار الشيخ صالح بن الفوزان إلى انَّها من الأمور الغير واردة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والتي لا تجوز شرعًا قول جمعة مباركة لأنّها من مستحدثات الأمور في الإسلام، وقال أيضًا: “ما كان السلف يهنئ بعضهم بعضاً يوم الجمعة ، فلا نحدث شيئاً لم يفعلوه”، لذا فالأصح عدم تداول مثل هذه الأقوال بين المسلمين، والحث على التخلص منها.
جمع كلام العلماء في قول جمعة مباركة
وهي من الاحكام التي يبحث عنها كثير من الناس، الذين يخشون من الوقوع في الإثم والعياذ بالله، وهو الواجب على الإنسان المسلم ان يتحرّى الحلال ويبتعد عن الشُبهات، وفي ذلك نسرد لكم ما حكم قول جمعه مباركه، وأيضاً ما هو جمع كلام العلماء في قول جمعة مباركة:
فلا يوجد خلاف عند العلماء بأن يوم الجمعة من الأيام المباركة، وهو أحد الأيام التي كرّمها الله بخصوصية كبيرة، وجعل فيها طقوس تبعث على البهجة والفرحة في قلوب المسلمين، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنّ يوم الجمعة من أفضل الأيام فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ.
الأمر الذي دفع المسلمين من باب احترام اليوم الفضيل ان يجعلوا فيه عبارات للتهنئة بين بعضهم البعض بقول جمعة مباركة أو غيرها من الأقوال في التهنئة، خاصة أنّه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه، وقد أجاب العلماء المعاصرون بأنّه لا حرج من التهنئة والدّعاء في يوم الجمعة باستخدام هذه الكلمات في التهنئة بيوم الجمعة، والدعاء بالبركة فيه، لأن الدعاء في الإسلام يجوز أن يكون بأي من الصيغ التي يراها المسلم شريطة ألا يكون فيها مخالفة لأي من المعتقدات أو الثوابت الإسلامية فقد ورد في الآية الكريمة في سورة البقرة أن الله تعالى قد قال: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ.
ومن الآية الكريمة السابقة يستدل المسلم على أهمية الدعاء وبأنّ الدعاء واجب على المسلم وجائز له في مختلف الظروف ولا يفرض على المسلم ان يلتزم بالأدعية التي قالها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فقط.
ويرى بعض العلماء أن قول جمعة مباركة من البدع التي لم ترد عن النبي ولا الصحابة، وفي ذلك يمكن الرد عليهم بالاستدلال من أهمية الدعاء في القرآن والسنة، وبأن جمعة مباركة تندرج تحت الدعاء للأخ المسلم بالبركة وقبول الأعمال ولا شيء آخر من ذلك.
الأعمال المشروعة في يوم الجمعة
يتسائل الكثير من المسلمين عن الأعمال المشروعة يوم الجمعة، وذلك لأنّ يوم الجمعة يومٌ عظيمٌ فاضلٌ وقد وردت الكثير من الأحاديث التي تدلّ على فضله، وقد ورد في القرآن الكريم سورةً باسمه وهي سورة الجمعة، فالإسلام حثّ المسلمين على فعل الخير والعبادة وخصّ في ذلك يومُ الجمعة لفضله بين سائر الأيّام، وإنّ أفضل العبادات والأعمال التي يمكن للمسلم أن يقوم بها يوم الجمعة:
- الصّلاة: فالصّلاة أمرٌ عظيم وعبادةٌ كبيرة، وأوّل ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، والصّلاة عماد الدين، وصلاة الجمعة من أكبر فروض الإسلام ، وإنّ تاركها تهاوناً يطبع الله على قلبه، وإنّ من الأعمال المشروعة في يوم الجمعة.
- الدّعاء: والإكثار منه فدعاء الجمعة مستجاب، فإنّ في يوم الجمعة ساعةُ استجابة يستجيب بها الله سبحانه وتعالى الدعاء، فلذلك كان الدّعاء مستحبّاً في يوم الجمعة.
- قراءة القرآن: ومن السّور المستحبّ قراءتها في يوم الجمعة هي سورة الكهف لما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من أحاديث تدعو لقراءتها.
- الصّلاة على النبّيّ: صلّى الله عليه وسلّم والإكثار من الصّلاة عليه، عملٌ مشروع ومستحبٌّ القيام به في يوم الجمعة.
- العمل الصالح: كم الذكر والعبادة من الأمور المستحبّ الإكثار منها يوم الجمعة وليس التخصيص فيه كما ورد عن علماء الدين والله أعلم.
شاهد ايضاً: اذا احد قالي جمعة مباركة وش اقول , رد طابت جمعتكم بكل خير
آيات قرآنية عن يوم الجمعة
كذلك بعد ذكر حكم قول جمعة مباركة لا بدّ من الخوض في ذكر آيات قرآنية عن يوم الجمعة، حيث ورد لفظ يوم الجمعة في القران الكريم مرة واحدة في سورة الجمعة في قوله -تعالى-:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّـهِ وَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، فوضحت هذه الآية فضل وعظم صلاة يوم الجمعة، وصلاة الجمعة من الشعائر العظيمة للمسلمين، وهي فرض عين على كلِّ مسلم بالغ عاقل، ولا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر.
أحاديث نبويّة عن يوم الجمعة
كذلك بعد ذكر حكم قول جمعه مباركه لا بدّ من الخوض في ذكر فيما يلي أحاديث نبويّة عن يوم الجمعة:
- قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:”أضلّ اللّه عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السّبت، وكان للنّصارى يوم الأحد، فجاء اللّه بنا فهدانا اللّه ليوم الجمعة، فجعل الجمعة، والسّبت، والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدّنيا، والأوّلون يوم القيامة، المقضيّ لهم قبل الخلائق وفي رواية واصل المقضيّ بينهم”.
- قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “إنَّ هذا يومُ عيدٍ جعلَهُ اللَّهُ للمسلمينَ فَمن جاءَ الجمعةِ فليغتسل وإن كانَ عنده طيبٌ فليمَسَّ منهُ وعليكم بالسِّواكِ”.
- قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “خيرُ يومٍ طلَعَت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ فيه خُلِق آدَمُ وفيه أُهبِط وفيه مات وفيه تِيبَ عليه وفيه تقومُ السَّاعةُ وما مِن دابَّةٍ إلَّا وهي مُصِيخةٌ يومَ الجمعةِ مِن حينِ تُصبِحُ حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ شفَقًا مِن السَّاعةِ إلَّا الجِنَّ والإنسَ وفيه ساعةٌ لا يُصادِفُها عبدٌ مسلمٌ وهو يُصلِّي يسأَلُ اللهَ شيئًا إلَّا أعطاه إيَّاه”.
- قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “مَن غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ، وبَكَّرَ وابتَكَرَ ، ومشَى ولم يركَب ، ودَنا منَ الإمامِ ، فاستَمعَ ولم يلغُ ، كانَ لَهُ بِكُلِّ خُطوةٍ عملُ سنَةٍ ، أجرُ صيامِها وقيامِها”.
شاهد ايضاً: الرد على جمعه طيبه .. اذا احد قال جمعة مباركة وش ارد
وفي ختام المقال الذي تعرفنا من خلاله على إجابة سؤال ما حكم قول جمعة مباركة، وتعرفنا أيضاً على فضل يوم الجمعة بين سائر الأيام وعظمة الأجر فيه، وتحدّث عن حكم قول جمعة طيبة وأنّها بدعة إذا اعتُقد بسنيّتها.