حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين
حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين هو من الأحكام الجدلية التي يسأل عنها المسلمين بكثرة، خصوصًا مع اقتراب موعد المولد النبوي الشريف، وهو في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كلّ عامٍ هجري، كما أنّ الكثير من العلماء يبقون المحاضرات ويكتبون المقالات ليبيّنوا حكم الاحتفال بمولد النبي الشيخ ابن عثيمين، ويوضّحوا مشروعية الاحتفال بهذا اليوم من عدمها، كلٌّ وفقًا لما يراه متوافقًا مع الأدلة الشرعية والأصول الفقهية، لذلك سوف نبين لكم ما هو حكم المولد النبوي الشريف للشيخ ابن عثيمين، وهو سؤال يتكرر ذكره في كل عام، فدائما في هذه الفترة من كل عام يستعد بعض المسلمين في أنحاء العالم للاحتفال بذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والان يمكنكم معرفة رأي ابن عثيمين في الاحتفالات بالمولد النبوي وحكمه مع الدليل.
المولد النبوي الشريف
قبل كل شيء وقبل الخوض في حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين، لا بدّ من التعريف بماهيّته، فالمولـد النبـوي الشريـف هو إحياء لذكرى مولـد الحبيب المصطفى سيّد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين، من أرسله المولى -سبحانه وتعالى- رحمةً إلى العالمين أجمعين، سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، والذي يوافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول في كلّ عام من التقويم الهجري الإسلاميّ، ومن الجدير بالذكر أنّ إحياء هذه المناسبة بالاحتفال لم يرد في سنّة الحبيب المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- ولا في عهد صحابته الكرام، إلّا أنّها كانت من الأمور التي استحدثها المسلمون لاحقًا ، لتصبح فيما بعد عطلة رسمية في العديد من الدول الإسلاميّة.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين
- عندما بعث الله تعالى نبيّه الكريم محمّداً صلّى الله عليه وسلّم أرسل معه خيراً كثيراً للإنسانيّة جمعاء، فحقّ على النّاس اتّباعه وتعظيمه عليه أفضل الصّلاة والسّلام، لأنه بتوقير النّبيّ والتّأدّب معه عبادةٌ لله و امتثالٌ لأوامره عزّ وجلّ.
- أمّا عن الاحتفال بمولده عليه الصّلاة والسّلام عند ابن عثيمين فقال: أنّه لا يجوز ذلك و هي بدعةٌ لأنّها ليست من العبادات المشروعة فلم تُذكر بكتاب الله و لم تذكر في الأحاديث النّبويّة.
- كما أنّ الصّحابة رضي الله عنهم و أرضاهم لم يحتفلوا بمولد النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لا في حياته و لا بعد وفاته وهم أشدّ النّاس حباً للرّسول عليه الصّلاة والسّلام وأكثرهم قرباً منه.
- كذلك هم أعلم النّاس بما يحبّ الرّسول و ما يكره فلو كان الاحتفال بالمولد النبوي سنّةٌ محبّبةٌ أو عبادةٌ مشروعةٌ لحُفظت في الشّريعة الإسلاميّة.
ولذلك فإن حكم الاحتفال بالمواد النبوي عند ابن عثيمين أنّه بدعةٌ، وهو غلوٌّ بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم و هذا الغلوّ قد يودي بصاحبه للشّرك الأكبر و الخروج من الملّة والعياذ بالله؛ فالاحتفال بمولد الرسول بدعةٌ ضلالةٌ و هو من الأمور المحدثة بالدّين والشّريعة الإسلاميّة فيجب الكفّ و الابتعاد عنه و تجنّب الوقوع في البدع فهي تودي بفاعلها للنّار، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” إيَّاكُم ومحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ شرَّ الأمورِ محدثاتُها وإنَّ كلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ وإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”، والله ورسوله أعلم.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الألباني
إنّ حكم الألباني وقوله في المولد وافق حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين، فالشّيخ الألباني يؤكّد أنّ الاحتفال بالمولد النبوي هو بدعة وهو غسر جائزٍ ومحرّم في الإسلام، فالإسلام اكتمل في عهد النّبي -صلى الله عليه وسلّم- ولم يرد فيه الاحتفال بالمولد حسب قول الشّيخ، ولو أنّ فيه خير لكان في الإسلام، فالله ورسوله أعلم بكلّ الخير وما أخذ المسلمون الخير إلّا من الله -سبحانه وتعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلّم- ويؤكّد الألباني أنّ من ابتدع بدعة يراها حسنة فقد زعم أنّ محمّدًا -صلى الله عليه وسلّم- خان الرّسالة، وذلك لأنّه ببدعته ينقّص من الدّين، ثم إنّ المسلمين استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، حيث استبدلوا المولد الذي لا أصل له بصيام كلّ يوم اثنين وهو احتفالٌ مشروع بأن يصومه المسلم شكرًا لله بأنّه أنزل الوحي فيه.
- شاهد ايضاً: حكمة عن المولد النبوي الشريف
معارضو الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
مواقف علماء الإسلام من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وأمّا عن معارضو الاحتفال بالمولد النبوي فقد قال أهل العلم:
رأي ابن تيمية بالمولد النبوي
ابن تيمية اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال إنها ليلة المولد، أو بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن من شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها(…)فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه ولو كان خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا وهم على الخير أحرص”.
قول تاج الدين الفاكهاني
يقول تاج الدين الفاكهاني “لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنّة ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسّكون بآثار المتقدمين”.
حكم الاحتفال بمولد النبي للشيخ عبدالعزيز ابن باز
عبد العزيز بن باز يقول الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بدعة لا تجوز في أصح قولي العلماء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، وهكذا خلفاؤه الراشدون، وصحابته جميعاً رضي الله عنهم، وهكذا العلماء وولاة الأمور في القرون الثلاثة المفضلة، وإنما حدث بعد ذلك بسبب الشيعة ومن قلدهم، فلا يجوز فعله ولا تقليد من فعله”.
حكم التهنئة بعيد المولد النبوي الشريف
قال أهل العلم في حكم التهنئة بعيد المولد النبوي الشريف، أنّها جائزة ما لم تكن نيّة المهنّئ وقصده منها التّعبّد والتّقرّب لله تبارك وتعالى، فذلك بدعةٌ والعياذ بالله، أمّا إن كانت التّهنئة المقصد منها الفرحة بمولد سيّد الخلق فلا بأس بها، والأفضل تركها، فإنّ بادر أحدهم لتهنئة أحد ردّ عليه التّهنئة بأحسن منها، وإن لم يبادر شخصً بذلك فليس على الآخر شيء، لكن على المسلم ألّا ينخرط ويشارك بالاحتفالات المقامة بمناسبة المولد النّبويّ، لأنّ ذلك حرامٌ فهو من البدع، والبدع في النّار كما أخبرنا حبيبنا ونبيّنا محمّد عليه أفضل الصّلاة والسّلام، فلم يرد عن صحابة النّبيّ أو التّابعين أنّهم احتفلوا بيوم مولد سيّد الخلق، أو عظمّوا هذا اليوم أو هنّأوا بعضهم في هذه المناسبة، فلو كان في الاحتفال وتعظيم يوم مولد النّبيّ خير ونفع، لسبقنا إليه السّلف الصّالح، والله أعلم.
في ختام المقال الذي تعرفنا من خلاله ما هو حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين، كان مما قرأت من أقوال الفقهاء الكرام وأهل العلم، والله أعلم بما يصح من ذلك. كما أن الاحتفال بذكرى مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يجوز أن يخالطه شيء من الغناء والأهازيج والبدع المنكرة.