حكم تصغير اسماء الله
حكم تصغير اسماء الله من الأحكام الشرعية التي تتعلق بالأسماء والصفات الخاصّة التي تطلق على البشر، وذلك كنوع من التحبب والتدليل لصاحب الإسم، فهل يجوز القيام بتصغير بعض الأسماء الدينيّة مثل عبد العزيز، وعبدالرحمن، وعبدالله وغيرها من الأسماء التي لها دلالت دينيّة أو من أسماء الله الحسنى، حيث أن “لله تسع وتسعون اسماً” وقد اعتاد المسلمون تسمية أبنائهم واقرانها باسم الله، كأن يسمي الشخص ابنه عبدالله وعبدالرحمن وعبد الكريم وعبد القادر وعبد العزيز وغيرها الكثير من الاسماء، وذلك حباً وتقرباً الى الله، ولكن الملاحظ أن البعض ينادي ابنه بتصغير الاسم مثل عبيد وعزوز وكروم ودحوم وغيرها، فما هو حكم تصغير اسماء الله؟ اختلف الفقهاء وأهل العلم في مسألة تصغير الأسماء المعبدة لله، لذلك الموقع المثالي ببيان هل يجوز تصغير اسم الله كعبد الله وعبد الرحمن وعبد العزيز ونحوه.
حكم تصغير اسماء الله
بيّن أهل العلم أنّ الأسماء المضافة لأسماء الله يمكن تصغيرها، أمّا أسماء الله الحسنى فالأسماء التي تختص بالله لا يجوز تصغيرها، والأسماء التي لا تختص به سبحانه فيجوز تصغيرها، فلو كان الاسم عبد الرحمن فيجوز قول عبيد الرحمن، ولا يجوز تصغير المضاف إليه كقول عبد العُزيز وهو محرّمٌ باتفاق أهل العلم، لكن لو قيل عُزيز أو دُحيم ونحو ذلك فهو من النحو الجائز، وقيل أنّ تصغير الأسماء المعبدة وغيرها لا بأس به وهو واردٌ في السنة والأثر كأنيس وحميد وعبيد وعمير ونحوه، لكن لا بدّ أن يكون ذلك مع شخصٍ لا يكره تصغير اسمه وإلا كان في التنابز بالألقاب ودخل بالتحريم.
هل يجوز تدليع أسماء الله
قسّم أهل العلم أسماء الله الحسنى لقسمين من حيث اختصاصها به سبحانه وتعالى، وهما:
- أسماءٌ مختصة به وحدة: وهي لا تطلق إلا عليه سبحانه وتعالى، كاسم الله والرحمن والأحد والصمد ونحوها، وهي أسماءٌ لا يسمى بها البشر وحدها من غير لاحقةٍ بها، كعبد الله، فلا يقال لعبد الله يا الله ولا لعبد الصمد يا صمد، ولا تدلّع هذه الأسماء ولا تغير أبدًا.
- أسماء لا تختصّ به سبحانه: وهي الأسماء التي يمكن إطلاقها على البشر من غير لاحقةٍ بها، كاسم كريم وعزيز وحكيم ونحوه، وهي الأسماء التي لا حرج في تدليعها ولا تصغيرها تحببًا لصاحب الاسم، ولكن بشرط أن لا يُقصد اسم الله من ذلك، والأولى تركه والتأدب بكلّ ما يتعلّق بأسماء الله.
شاهد ايضاً: التعرف على اسماء الله وصفاته من خلال القران الكريم تعين على معرفه الله
دليل جواز تصغير الأسماء
من أبرز الأدلة الواردة على جواز تصغير الأسماء، والذي كان شائعًا في المتقدمين مثل قولهم دُحيم، وهو منحوت من عبدالرحمن، كما في حديث أنس بن مالك قال: (قدِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ وكان أسَنَّ أصحابِه أبو بكرٍ فغلَّفها بالحنَّاءِ والكَتَمِ)، وفي رواية أخرى قال دُحيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني أبو عبيد عن عقبة بن وسّاج حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه قال:(قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَكانَ أسَنَّ أصْحابِهِ أبو بَكْرٍ، فَغَلَفَها بالحِنَّاءِ والكَتَمِ حتَّى قَنَأَ لَوْنُها)، قال ابن حجر في كتابه الفتح: قوله في الرواية الثانية قال دُحيم، يقصد عبدالرحمن بن إبراهيم الدمشقي.
شاهد ايضاً: حكم الاحتفال بالمولد النبوي إسلام ويب
هل يجوز قول عزيز بدل عبدالعزيز
اختلف العديد من الفقهاء والعلماء في تصغير اسم عبد العزيز كونه من الأسماء التي تحتوي على لفظ الجلالة، والأرجح هو من الجائز تصغير اسم عبد العزيز وغيرها من الأسماء المشابهة بشرط عدم المساس باسم الله وتحريفه، وقد بين العلماء ان تصغير الأسماء من الأشياء التي كانت تكثر في قديم الزمان في عهد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، أما من يمس اسم الله تعالى كأن يقول له عُزيز فلا يجوز ذلك كون أن الاسم يصبح من الأسماء التي تسيئ الى اسم الله تعالى.
شاهد ايضاً: ما معنى الالحاد في اسماء الله وصفاته
ما حكم تصغير أسماء الله صالح الفوزان
تمّ سؤال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للفتوى عن حكم تصغير اسم عبد العزيز إلى عزّوز أو عزّو ونحوه، فأجاب في مقطع فيديو نشرته الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء على حسابها الرسمي أنّه لا ينبغي على المسلمين فعل ذلك تأدّبًا مع أسماء الله الحسنى، والأفضل تركه والله أعلم.
في ختام المقال الذي تعرفنا من خلاله ما حكم تصغير اسماء الله، والذي بيّن أقوال أهل العلم في ذلك، كما ذكر قول الشيخ ابن باز وصالح الفوزان في تدليع أسماء الله تعالى، وذكر الدليل الذي أباح تصغير بعض أسماء الله الحسنى.