متى نزل القران الكريم في اي شهر
متى نزل القران الكريم في اي شهر سؤال من الأسئلة الإسلامية المهمة جدًا، حيث تتطلب الإجابة عن هذا السؤال متى نزل القران الكريم وباي شهر بحثًا وتعمُّقًا فكريًا حتَّى يصل المرء إلى المعلومة الصحيحة ويجد التفصيل بمراحل نزول القرآن والحكمة من طريقة نزوله، والقرآن الكريم هو كتاب الله -سبحانه وتعالى- المعجز للبشر بكلِّ ما فيه، أنزله الله -عزَّ وجلَّ- على عبده ونبيِّه محمد عليه الصَّلاة والسَّلام، ليكون معجزتَهُ الباقية ما بقيتْ السماوات والأرض، وهو آخر الكتب السماوية بعد صحف إبراهيم وزبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى عليهم السَّلام أجمعين، وفي هذا المقال ستتم الإجابة عن السؤال متى نزل القران في اي شهر، كما سيتم الحديث حول متى نزل القرآن الكريم؟ ومن أنزله؟ وعلى من أُنزل؟ عن مراحل نزوله والحكمة من الطريقة التي نزل بها القرآن الكريم.
بداية نزول القرآن الكريم
لقد أجمع جمهور أهل العلم على أنَّ أوَّل ما نزول على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من القرآن الكريم هو أوائل آيات سورة العلق، وتحديدًا قول الله سبحانه وتعالى: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”، وقد نزلتْ هذه الآيات في السابع عشر من شهر رمضان، واختلف أهل العلم في أي سنة من عمر الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان هذا النزول فقيل: في الأربعين، وقيل وهو ابن ثلاثة وأربعين عامًا، ولكلِّ قول دليل شرعي استند عليه، وجدير بالقول إنَّ القرآن الكريم نزل على مرحلتين، الأولى نزول كلِّي في يوم واحد والثانية نزول مفرَّق، وفيما سيأتي من هذا المقال سيتم الحديث عن متى نزل القران الكريم وباي شهر.
متى نزل القران الكريم في اي شهر
نزل القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، استدلالاً بقَوْله تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ”، وقد ذهب إلى ذلك القَوْل جماعةٌ من أهل العلم، منهم: الواحدي، وابن كثير، ومحمد بن إسحاق، وعُبيد الله بن عُمير، ويحيى الصرصريّ، إلّا أنّهم اختلفوا في تحديد اليوم من شهر رمضان؛ فقِيل هو اليوم السابع منه. وقِيل: الرابع عشر، وقِيل: السابع عشر كما رُوِي عن أبي جعفر الباقر، وذهبت جماعةٌ من أصحاب رسول الله إلى القَوْل بنزوله في اليوم الرابع والعشرين من شهر رمضان، أي ليلة خمسة وعشرين؛ لاعتقادهم بأنّها ليلة القَدْر؛ واستدلالًا بما ورد عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أنّه قال: “أُنزِلَت صحُفُ إبراهيمَ أولَ ليلةٍ من رمضانَ، وأُنزلَت التوراةُ لستٍّ مَضَين من رمضانَ، وأُنزِلَ الإنجيلُ لثلاثِ عشرةَ ليلةً خلَتْ من رمضانَ، وأُنزلَ الزَّبورُ لثمانِ عشرةَ خلَتْ من رمضانَ، وأُنزِلَ القرآنُ لأربعٍ وعشرين خلَتْ من رمضانَ”. وقد ذهب ابن حجر إلى القَوْل بنزول القرآن جملةً واحدةً في شهر رمضان، وكذلك ابتداء نزوله على النبيّ عليه الصلاة والسلام مُفرَّقاً في الشهر نفسه.
مراحل نزول القرآن الكريم
بعد الإجابة عن السؤال القائل: كم سنة استغرق نزول القران الكريم لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّه نزل القرآن الكريم على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على مرحلتين اثنتين، الأولى مرحلة نزول كامل، والثانية مرحلة نزول مفرق، وفيما يأتي تفصيل في هاتين المرحلتَيْن:
- مرحلة نزول كُلِّي: نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر أي في شهر رمضان على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قال تعالى في سورة القدر: “إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ”، وقال تعالى في سورة البقرة: “شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ”، وكانت مدَّة هذا النزول ليلة واحدة فقط، أمَّا عن السنة التي نزل بها فهي مجهولة لعدم وجود دليل يدلُّ عليها، فالله تعالى أعلم بها.
- مرحلة نزول مُفرَّق: وقد استمرَّت هذه المرحلة ثلاثة وعشرين عامًا، أي منذ البعثة النبوية حتَّى وفاة النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، قال تعالى في سورة الإسراء: “وَقُرآنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلًا”، وكان قد نزل في هذه الفترة في عدَّة مناطق في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة، لأنَّ فترة النزول هذه تخلَّلتها الهجرة النبوية المباركة، والله تعالى أعلم.
شاهد ايضاً: ماهو أول رقم ذكر في القران الكريم مع ذكر الآية الكريمة؟
كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه القرآن الكريم
بدأ القرآن الكريم والوحي وبداية النبوية في ليلة القدر، فقد قال تعالى “إنا أنزلناه في ليلة القدر”، وهناك العديد من الأحاديث الصحيحة التي أفادت بأن ذلك كان يوم الإثنين قبل أن يطلع الفجر، في الليلة الواحدة والعشرين من رمضان، وتوافق العاشر من أغسطس عام 610، وكان عمر نبي الله صلوات الله عليه وأتم التسليم ما يقارب أربعون عاماً، واستمر نزول القرآن بالوحي على نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى نهاية عمره وقبل وفاته اكتمل المصحف الشريف.
كيف نزل القرآن الكريم إلى السماء الدنيا
كان ينزل القرآن الكريم إلى السماء الدنيا على الرسول عليه الصلاة والسلم وفقًا للوقائع المختلفة، كما كان ينزل ابتداء في بعض الأحوال، ولكن ولم يكن هناك عدد محدد من الآيات التي تنزل بكل مرة، ففي بعض الأوقات كانت تنزل 5 آيات أو 10 من الآيات، أو أقل أو أكثر من هذا، وقد كان الوحي يأتي للرسول الكريم بعدة هيئات خلال ذلك.
فقد كان يأتي لصوت صلصلة الجرس، أو بشكل رجل يلقنه كلام الله عز وجل كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها عما قاله الحارث ابن هشام، وما ورد من قول الرسول ردا على سؤاله.
وهو قول الحارث”: “يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ يَأْتِيكَ الوَحْيُ”؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (أحْيانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ، وهو أشَدُّهُ عَلَيَّ، فيُفْصَمُ عَنِّي وقدْ وعَيْتُ عنْه ما قالَ، وأَحْيانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ المَلَكُ رَجُلًا فيُكَلِّمُنِي فأعِي ما يقولُ)، وفي بعض الأحيان كان يأتي بشكل كلام الله سبحانه وتعالى في اليقظة كما حدث في ليلة الإسراء والمعراج.
وفي نهاية مقالنا نكون قد عرفنا إجابة سؤال متى نزل القران الكريم في اي شهر؟ حيث نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم على فترات من خلال الوحي وقد كان لهذا حكمة من الله عز وجل، وكانت هذه كافة المعلومات حول في اي شهر نزل القران الكريم.