حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور
حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور من الأحكام التي جاءت في الدين الإسلامي الكثيرة التي تواجه المسلم في حياته، وهو من الظّواهر التي انتشرت كثيراً في العصر الحديث، فالإيمان بالله -سبحانه وتعالى- بأنّه هو الإله الواحد الأحد، ولا يكون الإيمان بشيءٍ غيره، فالإيمان بالنّبي -صلى الله عليه وسلّم- يكون بأنّه رسول الله ومبعوثه، ولا يجوز المبالغة في تعظيمه أو تعظيم أحدٍ من خلق الله، فالله هو العظيم العالي وهو الظّاهر الذي ليس فوقه شيء، ويتساءل الكثير ما هو حكم الغلو في الأولياء الصالحين وبناء القباب على القبور، وفي هذا المقال سنتعرّف على أحكام الغلو في الدين الإسلامي وأسبابه وحكمه.
حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور
لا يجوز الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور، فقد نهى ديننا الإسلامي عن كافة أشكال الغلو في الدين، ومنها الغلو في الصالحين، كما نهى عن كل فعل يؤدي إلى الغلو في القبور أو أصحاب القبور، فحرَّم الصلاة في المقابر، كما حرَّم بناء القباب عليها أو تشييدها، وأمر الناس بتسوية القبور وبالتالي فإنَّ حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور هو: حرام شرعًا. واعتبر الإسلام أنَّ البناء على القبور واتخاذ المساجد والقباب عليها من وسائل الشرك بالله تعالى.
كيف يكون الغلو في الدين وما الفرق بينه وبين التعظيم
إن الغلو في الدين سبب الشرك بالله وارتكاب البدع، وهو من الأمور المحرّمة في الإسلام، وقد حرّم النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- الغلوّ في فيه، فإنّ ذلك ممّا يؤذيه، فلا ينبغي للمسلمين التّجاوز في إطرائه ومدحه، وقد ورد عنه -صلى الله عليه وسلّم أنّه قال: “لا تُطْرُوني كما أَطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ ، فإنما أنا عبدٌ ، فقولوا ، عبدُ اللهِ ورسولُه”. فالإطراء هو الغلو بالمدح بالباطل، ومن صور الغلوّ فيه، التّوجّه بالدّعاء إليه، أو النّذر له أو غير ذلك، لكنّ تعظيم النّبي -صلى الله عليه وسلّم- واجبٌ في الإسلام دون الوصول للغلو، وهو من الحقوق التي أوجبها الله في كتابه لنبيّه الكريم، وحتّى تعظيمه بعد موته واجبٌ كتعظيمه في حياته، ومن باب تعظيمه الصّلاة عليه والإكثار من ذلك، فالصّلاة من باب التّرحّم والله أعلم.
- شاهد ايضاً: في أي قوم بدأ الغلو في الصالحين وعبادتهم
هل يجوز بناء المساجد على القبور
لا يجوز بناء المساجد على القبور؛ لما نهى عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام. حيث إنّ للمقابر في الإسلام شأن عظيم، وهذا لما في الإسلام من تكريم للإنسان في حياته وحتى بعد مماته، فالمقابر لها أحكام خاصة يجدر بالعبد المسلم أن يعلمها ويتبعها، وقد بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ البناء المساجد على القبور مما جاء فيه التحريم؛ وهذا لحديث رسول الله حيث قال: “لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد”. وكانت هذه اللعنة لما سببه هذا البناء من حدوث فتنة بين الناس، واستغاثة وتقرب من المقابر التي لها حرمة خاصة، ومما جاء في حديث جندب بن عبد الله قال: يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد”.
صور وأشكال الغلو في الإسلام
يُعد الغلو من الصور المذمومة والتي لا يجب على المسلم أن يقع بها حتى لا يتجاوز الحدود الشرعية الصحيحة، حيث تتجلى أشكال الغلو على النحو التالي:
- الغلو في معاني الترتيل ما لم يكن المسلم مُكلفًا بذلك.
- الغلو في تفسير الآيات القرآنية بشكل متشدد يخالف مقاصد الشريعة الأساسية، ويتم التشدد على النفس وعلى الآخرين.
- الغلو في تحريم ما أحل الله تعالى وما أجازه بحجة أن ذلك من العبادة.
- أن يغلو المرء في ترك الطعام والشراب والنكاح والنوم والتعبد فقط.
- الغلو أيضًا في المدح أو الذم سواء لأفراد أو لمعتقدات أو لجماعات وغيرها.
- الغلو في إلزام النفس بأمور قد لا تكون مطلوبة أو واجبة على المرء فيما يُعتَقد بأن هذا من العبادات.
ماهو الواجب علينا تجاه الأولياء والصالحين بيت العلم
يجب على المسلم توقيرَ الأولياء والصالحين واحترامهم وعدم التعرض لهم بالأذية أو معاداتهم؛ تجنبًا لغضب الله -عزَّ وجلَّ- وتحنبًا لمحاربته لهذا المسلم، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: “مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ”، ومعلومٌ أنَّ الوليَ هو من أهلِ الإيمانِ والتقوى، والذي يراقب الله -عزَّ وجلَّ- في كافة أعماله وتصرفاته، فيطعه ربَّه ويبتعد عن كلِّ ما يبغضه.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على إجابة سؤال حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور بيت العلم، وتحدّثنا عن مفهوم الغلو في الاولياء الصالحين وأسبابه وحكمه الشّرعيّ، إلى جانب الحديث عن كيفيّة الغلو في الدين واختلافاته عن التّعظيم.