معلومات دينية

سبب تحريم سب الصحابة

سبب تحريم سب الصحابة ، يعتبر الصحابي هو من التقى مع رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- شخصيًا وهو على الإيمان ومات عليه، مهما كانت مدى اللقاء قصيرة أو طويلة، سواء شارك معه بالغزوات أو لم يشارك، أو روى عنه الأحاديث أو لم يروي، وهناك العشرات من الأدلة في القرآن الكريم وفي السيرة النبوية الشريفة تؤكد على مكانة الصحابة الكرام، وتشير إلى حرمانية سبهم أو التقليل من إيمانهم بأي صورة من الصور. حيث إن الصحابة -رضوان الله عليهم- قد ضحوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، وفي هذا المقال سنوضح ما الدليل على تحريم الطعن بالصحابة من القرآن الكريم، وسنوضح ما هو سبب تحريم سب الصحابة، وسنذكر ما حكم سب الصحابة -رضي الله عنهم- من الكتاب والسنة ويساعدنا الموقع المثالي في معرفة عقوبة من يسب الصحابة والمعلومات والاحكام الشرعية الهامة.

من هم الصحابة

الصحابة هو مصطلحٌ يطلق على كُل من لقي النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حيالَ حياتهِ فآمنَ به ومات على دينِ الإسلام، والصحابةُ هم حملة الرسالةِ الأولين، وهم من دافعوا عن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وساعدوه في ايصال دعوته الإسلامية، وهم من رافقوا الرسول في حروبه وغزواته ضد القوم المُشركين، وقد تولى الصحابة خلافةُ البلاد الاسلامية بعد موت النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وساعدوا في نشرِ الدين الاسلامي في كافةِ المُدن والأمصار.

سبب تحريم سب الصحابة

أهم سبب لتحريم سب الصحابة رضوان الله عليهم هو مكانتهم العظيمة عند الله تعالى ورسوله الكريم، حيث لم يأتِ الإسلام بأي حكم شرعي إلا لحكمة وسبب، فالصحابة الكرام هم خير الناس، وخير رجال الأمة الإسلامية، كما أنهم السبب الأساسي في نشر الدين الإسلامي في العديد من البلاد، وهم كتَّاب الوحي، وحفظة القرآن الكريم، وناقلو السنة النبوية الشريفة، والسند لرسول الله -صلى الله عليه وسلم. ولهم قيمة كبيرة ومكانة عظيمة عند الله تعالى، إذ قال في كتابه العزيز: {“لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}.

حكم سب الصحابة

أجمع اهل العلم على أنَّ حكم سب الصحابة هو من الفسوق، وقد يصل بصاحبه إلى الكفر، فإنَّ سب الصحابة يتفاوت في درجات ومراتب، فمنهم من يتعرّض لأفعال الصحابة ويشكك بصدقهم وعدالتهم، ومنهم من يتعرّض لفئة من الصحابة أو أحدٍ منهم دون غيره، وفي هذا الحكم يشير العلماء إلى أنَّ من استحل واعتاد على سب الصحابة والتعرض لهم أو الاستهانة بالأمر فقد كفر، لأنَّه في تعرّضه للصحابة كأنَّما تعرّض لرسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- ولرسالته، وفي التشكيك بعدالة ومصداقية الصحابة-رضي الله عنهم- تشكيك بعدالة ومصداقية رسالة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد يكون التعرّض للصحابة بمراتب أدنى وأقل مما ذُكر أعلاه، فلا تصل بصاحبها للكفر، لكنها بإجماع أهل العلم تصل به إلى الفسوق، والله أعلم.

شاهد ايضاً: يعد سب الصحابة رضي الله عنهم من كبائر الذنوب وفواحش المحرمات

الأدلة من القرآن والسنة على تحريم سب الصحابة

اثنى الله -عز وجل- على الصحابة في مواضع كثيرة من القران، وحذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من سبهم والطعن بهم، وفيما يلي الدليل على تحريم الطعن بالصحابة -رضي الله عنهم- من القرآن والسنة:

دليل على تحريم سب الصحابة من القرآن الكريم

  • الدليل على تحريم الطعن بالصحابة من سورة الحشر هو قوله -تعالى-:”لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ”.
  • قال تعالى: “وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.
  • وقال تعالى: “مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ “.

دليل على تحريم سب الصحابة من السنة النبوية

ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث الدالة على تحريم سب الصحابة الكرام، ومن هذه الأحاديث ما يأتي:

  • قوله عليه الصلاة والسلام:(لا تسبوا أصحابي، لعن الله من سب أصحابي).
  • قوله عليه الصلاة والسلام:(من سب أصحابي فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أجمعينَ).
  • قال عليه الصلاة والسلام:(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)، وهذا الوعيد لأي مسلم كان، فكيف إذا كان صحابي.

شاهد ايضاً: امثل لحرص الصحابة على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

فضل الصحابة ومكانتهم في الإسلام

علمَ الله جل جلاله ما في قلوب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الصدقِ والإيمان والوفاء، فأكرمهم ورفع قدرهم ومكانتهمِ في الدنيا والآخرة، وأنزل فيهم بعضاً من آياتهِ التي تُتلى الى يوم الدين، إذ قال تعالى: ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)، ويتخلصُ فضل الصحابة ومكانتهم في الآتي:

  • رضي الله سبحانهُ وتعالى عنّهم: فالصحابةُ هم أهلٌ للتقوى والصلاح، وقد وصفهم الله جل جلاله في قرآنه حيثُ قال تعالى: ( رضي الله عنّهم ورضوا عنّه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم).
  • الصحابةُ هم خيّرة الأمة وأفضلها: فالصحابة لهم منزلة عظيمة لا يبلغها ولا يصلها أحدٌ، فهم خيرُ البشرِ بعد الأنبياء والمرسلين، وزمن خيرُ الأزمان، وهم كلهم عدول.
  • مدحُ الله سبحانه وتعالى لهم في القرآن: إذ أنزل الله جل جلاله الكثيرَ من الآيات القرآنية التي أثنى بها على صحابةِ رسول الله صلى الله عليهِ وسلم من المهاجرين والأنصار، إذ قال تعالى في سورةِ الأنفال: (إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَهاجَروا وَجاهَدوا بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم في سَبيلِ اللَّـهِ وَالَّذينَ آوَوا وَنَصَروا أُولـئِكَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ).
  • الفتوحاتِ الإسلامية قد وجِدت على يد الصحابة رضوان الله عنّهم.
  • عدالة صحابة رسول الله صلى الله عليهم وسلم: فالصحابةُ كلهم عدول لا يُسأل عن صدقهم ولا يشكك به.
  • ساهم الصحابة في جمعِ القرآن الكريم وتدوينهِ وتفسيره وتوضيحه من بعدِ وفاة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-.

شاهد ايضاً: من الواجب على المسلم نحو الصحابة رضي الله عنهم اعتقاد انهم أفضل الامة وخير القرون

عقوبة من يسب الصحابة رضوان الله عليهم

ذهب جمع من أهل العلم إلى قول أن الذي يسب الصحابة رضوان الله عليهم أو يطعن في عدالتهم أو يصرِّح بكرههم فحينها يحل قتله، إلى أن يتوب عن فعلته ويترحم عليهم، وهناك فريق آخر من أهل العلم قالوا إن من يسب الصحابة لا يكفر، وإنما يضلل ويفسق، لذلك تتم معاقبته بالتأديب والتعزير حتى يرتدع عن فعلته، فسب الصحابة يعد من فواحش المحرمات وكبائر الذنوب، وإذا لم يتب فيجب الاستمرار في معاقبته حتى يعود عن فعله.

إنَّ صحابة رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- هم خيرة أمّة أُنزلت على الأرض، فضّلهم الله ومنَّ عليهم بصحبة رسوله الكريم، وإنَّ سبهم والتعرّض لهم يوصل صاحبه للكفر، وفي مقالنا هذا تعرّفنا على من هم الصّحابة، وماهو سبب تحريم سب الصحابة، ومكانة الصحابة في الإسلام وأقوال العلماء في حكم من سبّ الصحابة.

زر الذهاب إلى الأعلى