سؤال وجواب

هل تحرير فلسطين من علامات الساعة

هل تحرير فلسطين من علامات الساعة ، هو سؤال يُطرح بكثرة على خلفية الأحداث التي تحصل في فلسطين والقدس والمسجد الأقصى والحرب التي اشتعلت من جديد بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الصهيوني إسرائيل، لذا كثرَتِ الأسئلة حول هل إذا تحررت فلسطين تقوم القيامة التي تربط بين تحرير المسجد الأقصى والقدس وفلسطين بشكل عام وبين قيام الساعة وفق ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، لذا في هذا المقال سوف نتحدَّث عن تحرير فلسطين من علامات الساعة الكبرى أم الصغرى، وإجابة سؤال هل اذا تحررت القدس تقوم القيامه كما سنتحدَّث عن ارتباط تحرير فلسطين من علامات الساعة الصغرى وعن علامات قيام يوم القيامة الواردة في السنة النبوية، والان سنوضح لكم جواب سؤالكم وهو: هل تحرير فلسطين من علامات الساعة؟

هل تحرير فلسطين من علامات الساعة

نظرا للظروف الحالية التي يعيشها أهل القدس والتي ضجت في المسامع وفي مواقع التواصل الاجتماعي فيتساءل الكثيرون حول هل تحرير فلسطين من علامات الساعة ابن باز، فكانت الإجابة الصحيحة كما يلي:

  • جواب ابن باز على سؤال هل تحرير فلسطين من علامات الساعة، بأن نهاية اليهود على يد المسلمين أمر محتم ، وردت الأخبار به على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي تعال يا مسلم هذا يهوديّ ورائي فاقتله” .
  • وفي لفظ مسلم :” لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول : الحجر والشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلاّ الغرقد ” .
  • وليس في نصوص الروايات إشارة إلى القدس بالذات فالظاهر أن الأمر عام وشامل في فلسطين وغيرها .
  • لا يمكن تحديد الوقت قرباً أو بعداً ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوقت لنا وقتاً وزمناً معيناً ، بل جعله من علامات الساعة ، وأن ذلك واقع قبل قيام الساعة .
  • أهم علاماته رجوع المسلمين إلى دينهم والتفافهم حول القرآن والسير وراء السنة النبوية الشريفة، لأن النصر مرتبط بذلك .

متى تحرر فلسطين في القرآن الكريم

لم يتم تحديد من سيحرر فلسطين في القرآن أو متى الموعد، فهو واحدة من علامات الساعة التي ذُكرت سابقا، وسيقوم جيش المسلمين بقيادة المسيح بن مريم عليه السلام بالقضاء على الكفار والمشركين، فقد قال الله تعالي في كتابه العزيز: “{وَقَضَيْنَا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرَضِ مَرَتَيْنِ وَلَتَعْلُّنَّ عُلُواً كَبِيراً * فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً * عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرينَ حَصِيراً”، فقد بين المفسرون لهذه الآيات ان المسلمون ما داموا محافظين على كتاب الله وسنة نبيهم نالوا النصر من الله تعالى، وأن الله سيبعث لليهود في كلِّ مرةٍ يكثرون فيها الفساد من يقهرهم ويغلبهم، كما كان أوّل مرة عندما بعث عليهم جالوت، لذا أن الجيش الذي سيحرر فلسطين هو الجيش المتمسك بدين الله تعالى متبعا سنة نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.

من هو الجيش الذي سيحرر فلسطين

هناك بعض الأحاديث الشريفة التي تُظهر بأن قائد الجيش الذي سيحرر فلسطين والقدس هو المهدي لأن سيدنا عيسى ينزل على بقية جيش المهدي، ففي صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا” وفي رواية الحارث بن أبي أسامة في مسنده: ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صلى بنا”، وممكن والله أعلم أن هذا الجيش سيخرج إلى الروم بعد خروج السفياني وإن دليل هذا الحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم:” يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم”. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

فهنا نستدل أن هناك فتن يستهدف بعضها الحجاز وأنه يتم خروج رجل من أهل البيت ومن المحتمل أن يكون المهدي ويقوم بمطاردة جيش الروم ثم ينزل عيسى عليه السلام على جيش المسلمين الذي قاتل الروم.

تحرير القدس من علامات الساعة الكبرى أم الصغرى

يتساءل الكثير حول هل تحرير القدس من علامات الساعة، حيث إنَّ تحرير فلسطين ليس علامة من علامات الساعة من الأساس، بل ما ورد أنه من علامات الساعة الصغرى هو فتح بيت المقدس، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم-:

“أُعدُدْ ستًّا بين يدي الساعةِ : مَوتي ؛ ثم فتحُ بيتِ المقدسِ ، ثم مُوتانِ يأخذ فيكم كقُعاصِ الغنمِ ، ثم استفاضةُ المالِ حتى يُعطَى الرجلُ مائةَ دينارٍ ، فيظلُ ساخطًا ، ثم فتنةٌ لا يبقى بيتٌ من العربِ إلا دخلَتْه ، ثم هُدنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفرِ ، فيغْدرون ، فيأتونكم تحت ثمانينَ غايةً ، تحت كلِّ غايةٍ اثنا عشرَ ألفًا”، وقد فُتح بيت المقدس في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ولا أحد يُنكر أنَّ نهاية اليهود كذلك يعدُّ من علامات الساعة لا يَّما أنَّ ذلك جاء صراحةً في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا اليَهُودَ، حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وراءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ وَرائي فاقْتُلْهُ”، إلَّا أنَّ النبيَّ لم يحدد زمن ولا مكان نهايتهم، وبناءً على ذلك لا يُمكن الجزم بأنَّ نهايتهم ستكون في فلسطين، والان سنوضح لكم من الذي يحرر القدس في زمن الظهور.

علامات يوم القيامة

تقسم علامات قيام الساعة يوم القيامة إلى نوعين، وذُكر في مقدمة هذا المقال أنَّ لقيام القيامة عدةُ علامات، وسيتمُّ في الفقرة الثانية من مقال هل تحرير فلسطين من علامات الساعة الكبرى أم الصغرى؟ ذكر هذه العلامات، وفيما يأتي سنجيب عن هل إذا تحررت فلسطين تقوم القيامة:

علامات الساعة الصغرى

تحرير فلسطين من علامات الساعة الصغرى هي العلامات التي تسبق يوم الحساب بفترة طويلة من الزمن، والتي يمكن أن تحدث في مكانٍ ما دون الآخر وبالتالي لن يشعر بها إلا من عاصرها وعايشها من الناس، وهذه العلامات منها ما ظهر ومنها ما لم يظهر بعد كما أنها تسبق العلامات الكبرى التي أخبرنا الله بها على لسان سيد الخلق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، واهمه:

  • بعث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالرسالة.
  • انشقاق القمر كمعجزة لسيد الخلق.
  • وفاة النبي وموت جميع الصحابة رضوان الله عليهم.
  • فتح بيت المقدس حيث فتح بيت المقدس منذ حتى الآن عدة مرات كان أولها على يد الفاروق.
  • انتشار الفتن وظهور الخوارج.
  • إعلام النبي الكريم بمعركة صفين.
  • عموم الأمن والبزخ لدى البشرية.
  • النار العظيمة في منطقة الحجاز.
  • ضياع الأمانة وانتشار الفساد والظلم فيما بين البشر.
  • انتشار التجارة بشكلٍ كبير بالإضافة لمشاركة المأة الرجل بها.
  • التطاول في البنيان.

كما أن للساعة علامات صغرى لم تظهر مثل:

  • عودة شبه الجزيرة العربية إلى جنة من جنان الأرض وغناها بالينابيع والأنهار.
  • انحسار المياه في نهر الفرات عن جبلٍ عظيم من الذهب.

شاهد ايضاً: دعاء اللهم انصر اخواننا في فلسطين

علامات الساعة الكبرى

أما علامات الساعة الكبرى فهي العلامات التي تسبق قيام الساعة مباشرةً والتي سيشهدها جميع الخلق دون استثناء، وبمجرد ظهور أولى هذه العلامات لا تقبل التوبة من التائبين، حيث أن شروق الشمس من مغربها يعد أولى العلامات الكبرى التي أتى سيد الخلق محمداً صلى الله عليه وسلم على ذكرها والتي يقفل بعدها باب التوبة، علامات الساعة الكبرى هي عشرة علامات تنتهي بقيام الساعة وبدء يوم الحساب وعد الله سبحانه وتعالى به لعباده.

هل زوال إسرائيل من علامات الساعة

لقد ذُكر في الصّحيح والثّابت من السّنة النّبوية الشريفة عن زوال إسرائيل، وبأنَّ المسلمين سيقاتلون اليهود إسرائيل وستكون الغلبة للمسلمين بإذن الله -سبحانه وتعالى- وسيكتب النّصر للمسلمين عليهم، وقد ثبت هذا في الحديث الصّحيح الذ رواه ابن عمر بأنّ الحجر سينطق  عندما يختبئ وراءه يهودي ويدلُّ المسلم عليه ليقتله، ولكن لم يرد ما هو ثابتٌ في السّنة النّبوية الشّريفة بأن تحرير فلسطين مرتبط قيام الساعة، وإنَّما الثابت أنَّه من علامات الساعة هو فتح بيت المقدس ولكن لم يحدّد الزّمن، بالإضافة إلى أنّ الثّابت عمّن سيحرر فلسطين وبيت المقدس سيكونون أبعد ما يكون عن المعاصي ويلتّفون حول أحكام القرآن والسّنة النّبيويّة والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى