هل يجوز الترحم على المسيحي
هل يجوز الترحم على المسيحي ؟ وما حكم من يترحم على موتى المسيحيين، وهي من الأسئلة التي يقوم الكثير من المسلمين بالبحث عنها، فالموت حق على كلّ مخلوق، وكلّ إنسان يفقد أحبته وأهله يترحم عليهم ويدعو لهم وهو واجب على المسلم الحي للمسلمين الأموات، والترحم هو الدعاء وطلب الرحمة للميت المسيحي، لكن الإسلام حرم على المسلمين الترحم على المسيحيين غير المسلمين. يتساءل الكثير هل يجوز الترحم على غير المسيحي المتوفي، وهي من الأسئلة الشائعة بين جمهور المسلمين لمعرفة ما إذا كان لفظ قول الله يرحمه على شخص كافر حلال أو حرام، جائز أو غير جائز، وهل يقع على من قام بهذا الأمر إثم. لذلك سوف نبين لكم هل يجوز الترحم على المسيحي اذا مات مع الدليل على ذلك، وما حكم من يقوم بمثل هذا العمل، وهذا بغية كسب مرضاة الله واتباع أوامره واجتناب نواهيه، ومن خلال الموقع المثالي سيتم بيان هل يجوز الترحم على المسيحية بعد وفاته وحكم الترحم على المسيحيين غير المسلمين، وعن كافة الاستفسارات المتعلقة في هذا الموضوع.
هل يجوز الترحم على المسيحي
أجمع علماء على أنّه لا يجوز الترحم على المسيحي أو على الكفار غير المسلمين بشكل عام، واستدلّ أهل العلم في هذا الحكم الشرعي بقول الله تعالى في سورة التوبة: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}، وفيما يأتي نذكر بعض أقوال أهل العلم في مسألة حكم الترحم على المسيحيين في الإسلام:
- قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: “الصلاة على الكافر والدعاء له بالمغفرة : حرام بنص القرآن والإجماع”.
- قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: “فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنَّة والإجماع “.
- قال ابن القيم: “{وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ولم يقل “فإنك عزيز حكيم” لأن المقام استعطاف وتعريض بالدعاء، أي: إن تغفر لهم وترحمهم بأن توفقهم للرجوع من الشرك إلى التوحيد ومن المعصية إلى الطاعة كما في الحديث: “اللهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ”.
حكم الترحم على المسيحي بعد موته
أجمع أهل العلم على أنّه لا يجوز للمسلم أن يترحم على المسيحي بعد وفاته، والدليل على هذا قول الله تعالى في سورة التوبة: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}. فيما يأتي نذكر فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- في مسألة هل يجوز الترحم على المسيحي بعد موته بصورة عامة:
أما من مات من اليهود أو النصارى أو عباد الأوثان وهكذا من مات تاركًا للصلاة أو جاحدًا لوجوبها هؤلاء كلهم لا يدعى لهم ولا يترحم عليهم ولا يستغفر لهم؛ لقول الله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}، فالذي مات على الكفر لا يستغفر له ولا يدعى له، لا تارك الصلاة، ولا عابد القبور، ولا اليهودي، ولا النصراني، ولا الشيوعي، ولا القادياني، ولا أشباههم ممن يتعاطى ما يكفره ويخرجه من دائرة الإسلام، أما سبهم فلا يسبون بعد الموت.
شاهد ايضاً: هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته
هل يجوز الترحم على موتى المسيحيين إسلام ويب
مازلنا في الحديث عن هل يجوز الترحم على المسيحي إسلام ويب، وفي ما جاء في الفتوى رقم 240895 على موقع إسلام ويب بخصوص هذه المسألة الشرعية، نذكر الآتي:
اتفق أهل العلم أنه لا يجوز الترحم على موتى المسيحين غير المسلمين، سواءً كانوا يهودًا أو نصارًا أو غيرهم ممن لا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، وذلك لعديد من الأدلة الشرعية التي تبيّن ذلك وتشير إليه كقوله سبحانه وتعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “والذي نفسي بيده؛ لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، ولا يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار“.
- شاهد ايضاً: حكم الاحتفال بعيد الأم اللجنة الدائمة
هل يجوز قراءة الفاتحة على الميت المسيحي
مازال حديثنا مستمر عن هل يجوز الترحم على المسيحي الميت، وفيما يلي سوف نوضح لكم جواب سؤال هل يجوز قراءة الفاتحة على الميت المسيحي:
لا يجوز للمسلم قراءة الفاتحة على الميت المسيحي أو يقرأ القرآن احتساباً لرجل مسيحي ولا أن يفعل عنه أية عبادة أخرى. لأن واجب المسلم أن يعتقد أن من مات على الدين المسيحي فهو خاسر مخلد في نار جهنم، قال الله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ [البينة:6]، وقال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا [النساء:48].
وطمع المرء في المغفرة لمن مات مسيحياً أو في دخوله الجنة أو انتفاعه بشيء من العبادات هو شك في مدلول هذه الآيات. والله أعلم.
- شاهد ايضاً: حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور
هل تجوز الرحمة على المسيحي
- كما أن جميع العلماء تناقشوا في مسألة هل يجوز قول الله يرحمه للمسيحي، وأجمعوا أنه لا يجوز أبدًا الدعاء بالمغفرة أو الرحمة على المسيحي.
- قال النووي رحمه الله تعالى “أن الصَّلَاة عَلَى الْكَافِرِ، وَالدعَاء لَه بِالْمَغْفِرَةِ، فَحَرَامٌ بِنَصِّ الْقرْآنِ وَالْإِجْمَاعِ “، والدعاء بالرحمة لغير المسلم لا يجوز لأنه يعتبر مثل الدعاء بالمغفرة.
- كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم وبالأخص سورة النساء، في قول الله تعالى “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِر أَنْ يشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِر مَا دونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء وَمَنْ يشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا”.
- حيث أن هذه الآية توضح جيدًا لما لا يجوز الرحمة للمسيحي أو غير المسام عامتًا.
- كما أنه لا يجوز الدعاء للمسيحي بالرحمة إذا قتل في سبيل الله ولا ينبغي أيضًا إطلاق اسم شهيد عليه، وهذا لأن هذا الاسم اطلق فقط على المسلمين وكذلك الرحمة سواء مات المسيحي موت عادي، أو قاتل في سبيل الله مثل الدفاع عن الأرض ومقاتلة الأعداء.
شاهد ايضاً: الرد على الله يرحمه , اذا احد قال لي الله يرحمه وش ارد عليه
هل يجوز الترحم على غير المسلم السيستاني
لم يختلف قول السيد السيستاني عن قول الشيخ ابن باز حول مسألة هل يجوز الترحم على المسيحي، حيث أكد على عدم جواز الترحم على المسيحي غير المسلم، سواء كان يهودياً أو نصرانياً، وهذا لكون الرحمة تشمل أن يغفر الله الذنوب ويخرجه من النار ويدخله الجنة، وهذا الأمر لا يمكن أن يكون لأن غير المسلم مات على كفره، ولم يفعل في حياته الأمور التي يدخل المسلمون تبعاً لها الجنة، ولهذا فإن الترحم على غير المسلم لا يجوز، ولكن يجوز المشاركة في تشييعه ومن الأفضل أن يمشي المسلم خلف الجنازة في تشييع غير المسلم، كما يجب أن يكون غير المسلم معروف عنه انه غير معادي للإسلام ولا المسلمين.
هل يجوز الترحم على المسيحي دائرة الافتاء
- لقد أوضح مفتي دار الإفتاء المصرية أن هناك فرق كبير بين الدعاء بالرحمة وبين الدعاء بالمغفرة، فإن توفى المشرك وقام المسلم بالدعاء له بالمغفرة فهذا ليس مشروعاً.
- وأقر المفتي أن الترحم على المسيحي أمر جائز على غير المسلم لكن طلب المغفرة غير جائز على غير المسلم نهائياً، لأن الله تعالى لا يغفر لمن مات على شرك به، بينما إن توفى غير المسلم وقام المسلم بالدعاء له بالرحمة، هنا نقول أن الرحمة أشمل وأكبر من المغفرة.
- فالرحمة أوسع من المغفرة، لذلك يمكن الترحم على غير المسلم إن كنت تعلم أنه ذو أخلاق كريمة وطيبة، كما أنه كان لا يعادي الإسلام والمسلمين.
- فقد نجد صفات وسمات أخلاقية جميلة وطيبة عند غير المسلمين، فالصفات الطيبة ليست حكراً على المسلمين فقط فهي متواجدة عند الكفار وغير المسلمين.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل يجوز الترحم على المسيحي، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية في أكثر من رأي من آراء العلماء في دار الإفتاء المصرية، كما تعرفنا على حكم تعزية المسيحيين والدعاء لموتاهم وحكم قول الله يرحمه لغير المسلم وأهل البدع والمنتحرين من المسلمين والعصاة منهم.