معلومات دينية

حكم قص الشعر والاظافر للمضحي إسلام ويب

حكم قص الشعر والاظافر للمضحي إسلام ويب هو من الأحكام التي يهتم بها المسلم المضحي لمن أراد أن يضحي، حيث أن مسألة الامتناع عن الأخذ من الشعر والأظافر للمضحِّي سواء كان ذكرًا أو أنثي من ضمن شعائر ومناسك الذبح، فمن بداية العشر الأوائل من ذي الحجة يمتنع المضحي عن حلاقة شعره أو تقليم أظافره، اقتداء بفعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا أرادت المرأة فعل الأضحية فيجب عليها الامتناع عن قص أظافرها وشعرها من بداية شهر ذي الحجة. لذا يتساءل الكثير هل يجوز قص الاظافر والشعر للمضحي ام لا، وفي هذا المقال يهتمّ الموقع المثالي ببيان ما حكم قص الشعر والاظافر للمضحي في عشر ذي الحجة حسب موقع اسلام ويب، وأخيرًا يقف مع مسألة حلق شعر الرأس للمضحي في عشر ذي الحجة هل هي جائزة أو لا.

حكم قص الشعر والاظافر للمضحي إسلام ويب

إن حلق شعر الرأس والجسم وقص الأظافر قبل الأضحية جائز حسب الراجح من مختلف أقوال الفقهاء والأئمة، ولا بدَّ من قول إنَّ الأئمة اختلفوا في حكم حلق الشعر قبل ذبح الأضحية، وذلك بسبب اختلاف تفسيرهم لوضع المضحي الذي يختلف عن وضع الإحرام، وأيضًا حسب اختلاف تفسيراتهم للحديث الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وسيتمُّ فيما يأتي ذكر مختلف أقوال علماء المذاهب الأربعة بشكل مفصل.

ورد في موقع إسلام ويب أن الذي عليه أكثر أهل العلم أنه يكره لمن عزم على أن يضحي أن يأخذ من شعره أو يقلم أظافره خلال عشر ذي الحجة، قال النووي في المجموع: مذهبنا أن إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي، وقال مالك وأبو حنيفة: لا يكره، وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود يحرم وعن مالك أنه يكره.

حكم قص الأظافر والشعر للمضحي عند المالكية والحنفية

حسب المذاهب المالكية والحنفية أنَّ قص الأظافر والشعر للمضحي يجوز لمن يريد أن يضحي حتى لو كان ذلك قبل ذبح الأضحية، وذلك لأنَّ الامتناع عن حلق شعر الرأس والجسم لا يعدُّ واجب ولا يعد سنة عندهم، واستدلوا على ذلك الحكم بأن المضحي شخص محل وليس محرمًا، ويجوز له لباس الجديد ولبس المخيط واستعمال الطيب واستخدام الحناء وغيره، ولذلك لا يحرم عليه حلق الشعر أو الأخذ منه، ويجوز عندهم حلق الشعر قبل ذبح الأضحية من دون كراهية أيضًا.

حكم حلق الشعر للمضحي قبل ذبح الأضحية عند الحنابلة

ذهب الحنابلة إلى أنَّه لا يجوز لأي شخصٍ نوى أن يضحي أن يحلق أي شيء من شعر رأسه وجسمه أو يقص الأظافر، والمضحي عندهم محرم بشكل كامل قبل ذبح الأضحية، وذلك استنادًا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: ” إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”، ولذلك يمتنع المضحي عن أخذ أي شيء من شعر رأسه أو من شعر جسمه أو من أظافره أو من جلده، وذلك لأن الحنابلة أخذوا هذا الحديث على محمل الوجوب وليس على محمل الاستحباب، و لا يجوز في مذهبهم حلق الشعر قبل الذبح نهائيًا.

حكم الحلق للرأس قبل ذبح الأضحية عند الشافعية

ذهب الشافعية إلى أنَّ حلق الشعر والاظافر أو أخذ شيء منه للشخص الذي أراد أن يضحي مكروه فقط قبل أن يذبح أضحيته ولكنه ليس محرم، وذلك بناءً على الحديث السابق نفسه الذي روته أم سلمة، ولكنهم أخذوه على محمل الاستحباب وليس على محمل الوجوب، ولذلك يجوز عندهم حلق الشعر أو تقصيره أو الأخذ منه مع كراهية ذلك، والأفضل عدم قصِّه وعدم أخذ شيء منه حتى يتم ذبح الأضحية.

شاهد ايضاً: حكم قص الأظافر في عشر ذي الحجة للنساء

أقوال أهل العلم في حكم حلق الشعر قص الأظافر في عشر ذي الحجة

ورد عن أهل العلم العديد من الأقوال في مسألة أخذ الشعر والأظافر للمضحي في أيّام العشر الأوائل من ذي الحجة، ومما ورد عنهم ما يأتي:

  • قال ابن قدامة: “من أراد أن يضحي فدخل العشر فلا يأخذ من شعره ولا بشرته شيئا ظاهر هذا تحريم قص الشعر وهو قول بعض أصحابنا وحكاه ابن المنذر عن أحمد وإسحاق وسعيد بن المسيب. وقال القاضي وجماعة من أصحابنا هو مكروه غير محرم وبه قال مالك والشافعي”.
  • قال النووي في المجموع: “مذهبنا أن إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي، وقال مالك وأبو حنيفة لا يكره، وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود يحرم، وعن مالك أنه يكره وحكي عنه الدارمي يحرم في التطوع ولا يحرم في الواجب”.
  • قال ابن القيم: “حديث أم سلمة -رضي الله عنها- يدلُّ على أن مَن أراد أن يُضحِّي أمسكَ في العشر عن أخذ شعره وظفره خاصة، فأيّ منافاة بينهما، ولهذا كان أحمد وغيره يعمل بكلا الحديثين، هذا في موضعه، وهذا في موضعه”.

شاهد ايضاً: ما حكم التهنئة بعشر ذي الحجة إسلام ويب

هل يجوز حلق اللحية للمضحي

بعد الإجابة عن حكم قص الشعر والاظافر للمضحي إسلام ويب، سيتمّ الخوض في حكمٍ آخر يخص المضحّي بشكلٍ خاصّ والرّجال بشكلٍ عام، فهل يجوز حلق اللحية للمضحي؟ إنّ اللحية كرامةٌ للرّجل من الله -سبحانه وتعالى- وميّزةٌ له عن النّساء وعن الكفرة والعصاة الذين يحلقون لحاهم، وجُعلت اللحية زينةً للرّجال ولا يجوز للرّجل أن يحلقها أو قصّها في طبيعة الحال، فحلقها من المحرّمات، وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك: “خالِفُوا المشْركينَ وفِّرُوا اللِّحَى وأحْفُوا الشوارِبَ”. وإنّ الأضحية سنّة مؤكّدة على كلّ مسلم، وعلى الشّخص المضحّي أن يمتنع عن قصّ شعره أو أظفاره أو شيئاً من جلده، ويتبع في ذلك اللّحية التي تتبع الشّعر في الكراهة في هذه الحالة وهي بطبيعتها محرّمٌ حلقها، فلا يجوز للمضحّي أبداً أن يحلق لحيته والله ورسوله أعلم.

شاهد ايضاً: حكم التهنئة بدخول عشر ذي الحجة ابن باز

ماذا يجب على المضحي غير الحاج

لقد وردَت في بعض أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأمور والأحكام التي يجب على من يريد أن يضحي أن يلتزم بها، وفي الحديث عن أم سلمة زوجة النبي رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”، ولذلك يمتنع المضحي عن أخذ شيء من شعر رأسه أو شعر جسمه أو أظافره أو جلده”، وهذه الأمور يجب أن يمتنع عنها حتى يذبح أضحيته.

ما حكم الأضحية

قال الإمام الشافعي والإمام مالك والإمام ابن حنبل أن الأضحية لا تجب على المسلمين، وهو ما ذهب إليه أغلب فقهاء الشريعة الإسلامية، كشيخ الإسلام وابن تيمية رحمه الله عليه، فالأضحية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، يقوم بفعلها من يقدر عليها ولديه من المال ما يكفي لفعل ذلك، إذًا من المستحب على المسلم فعل ذلك، ولا يترتب عليه حرمه أو أثم.

ولكن قال الإمام أبو حنيفة بوجوب الأضحية على عموم المسلمين، بشرط أن يقدر عليها المضحي، فمن توافر لديه المال الذي يكفيه ويكفي نفقة أهله ومن يعولهم وجب في حقة الأضحية.

ماهي شروط المضحِّي من الرجال في الإسلام

توجد مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر في المضحي من الرجال، وهذه الشروط هي:

  • الإسلام: والسبب هو أنَّ الأضحية لا تصحُّ إلَّا من المسلم الحر وهذا باتفاق أهل الفقه والعلم.
  • البلوغ: فالأضحية لا سن على الصغير يؤديها عنه وليه حيث يجوز أن يضحي الرجل عن نفسه وعن أهل بيته.
  • القدرة المالية: أي أن يكون المسلم قادرًا على شراء الأضحية، والمقصود بالقدرة المادية هي ما زاد عن حاجته اليومية وحاجة أهله، فيستطيع أن يشتري أضحية فيضحي بها.
  • أن يكون غير حاج: فالأصل الوارد في ذبح الحاج هو الهدي، أمَّا غير الحاج فهو أضحية.
  • ألَّا يكون مسافرًا: وهذا رأي الحنفية، حيث يرون أنَّ الاضحية فقط للمقيم، أمَّا المسافر فلا تجب عليه.
  • أن تكون الأضحية ملكًا للمضحي: فلا يجوز للمسلم أن يضحي بغير ما يملك، ولا يجوز أنَّ يضحي بأضحية حصل عليها بطرق غير مشروعة، بل يجب أن تكون الأضحية من مال حلال ملكًا لصاحبها المضحي.

شاهد ايضاً: متى يبدا الاحرام للمضحي

شروط الأضحية للنساء في الإسلام

تتفق شروط المضحي بالنسبة للنساء مع شروط المضحي بالنسبة للرجال، وهذه الشروط هي:

  • أن تكون المرأة مسلمة فالأضحية لا تصح من غير المسلم الحر.
  • أن تكون المرأة بالغة، حيث يشترط العلماء من المضحي رجلًا كان أم امرأة البلوغ لتجب الأضحية.
  • أن تكون المرأة قادرة على شراء أضحية من المال الذي يزيد عن حاجة يومها وليلها.
  • ألَّا تكون المرأة من الحجاج، فالذبح للحجاج هدي وليس أضحية.
  • أن تكون مقيمة غير مسافرة، فمعظم أهل العلم يرون أنَّ الأضحية لا تجب على المسافر، والله تعالى أعلم.

شاهد ايضاً: حكم قص الشعر للنساء في ذِي الحجة

وقت الامتناع عن الأخذ من الشعر والاظافر لمن أراد الأضحية

قال علماء الشريعة الإسلامية أن وقت الامتناع عن الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية يكون من بداية مغرب أخر يوم في شهر ذي القعدة، ومن بداية شهر ذي الحجة يمتنع المضحي عن قص الشعر وتقليم الأظافر، وبهذا قال الإمام أبو حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل والإمام النووي، والإمام ابن تيميه.

والامتناع عن القص مندوب ومستحب شرعاً وليس بواجب، ولا يترتب علي فواته كفارة أو دم، لِمَا قالته أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه واله وسلم قال: (مَنْ كَانَ عِنْدَهُ ذِبْحٌ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهُ فَرَأَى هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضِحي).

متى يباح للمضحي حلاقة شعره وتقليم أظافره

يباح للمسلم المضحي أن يأخذ من شعره ويقص أظافره بمجرد ذبح أضحيته، وقد ورد عن بعض أهل العلم أن المراد بالتحلل للمضحي يكون بإباحة أخذ شعره وأظفاره، فمتى صار وقت الذبح في البلاد جاز له التحلل سواءً كان موكلًا أم سيذبح بيده، ولو لم يتحقق ذبح أضحيته في ذلك اليوم أو لم يذبحها،أي قبل ذبح أضحيته في بلاده والله أعلم.

الحكمة من تحريم قص الشعر وتقليم الاظافر للمضحي

ذكر أهل العلم أن الحكمة من النهي عن أخذ شيء من الشعر أو تقليم الاظافر أن للمضحي المسلم بذبحه الأضحية تكون فدية لنفسه من العذاب، حيث أن المسلم يرى أن نفسه تستحق العقاب بالقتل، ولم يؤذن به ففدى نفسه بذبيحة، فنُهي عن إزالة الشعر والبشر لكي لا يفوته أي جزء من الرحمة عند نزولها، ولكي يبقى كامل الأجزاء من بدنه ليعتق كلّه من النار، والله أعلم.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه حكم قص الشعر والاظافر للمضحي إسلام ويب، وانتقلنا عبر سطوره أحكام الاضحية وحكمها الشرعي عند أئمة المسلمين، كما تحدّثنا عن أهميّتها وشروطها للنساء والرجال، لنختم اخيرا مع شرح الحكمة من منع تمشيط الشعر وتقليم الأظافر في عشر ذي الحجة، ومن حلق اللحية للحاج وغير الحاج.

زر الذهاب إلى الأعلى