هل يحاسب الله المثليين
هل يحاسب الله المثليين الذين يعدون في الإسلام مرتكبي كبيرة من كبائر الفواحش التي نهى الله عنها وحرمها، حيثُ أنّ الشواذ يعتبرون من الأشخاص المنبوذين في المجتمعات لممارستهم أموراً تخالف الشريعة والدين الإسلامي، كما أنّها تتعارض مع الثقافات المتنوعة والعادات والتقاليد التي نشأت عليها المجتمعات، إلّا أنّ ظاهرة المثلية أصبحت منتشرة بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، لذا وعبر هذا المقال ضمن الموقع المثالي سوف نجيب على السؤال المطروح هل الله سوف يعذب المثليين ويحاسبهم يوم القيامة، بالإضافة إلى حكم الشذوذ في الإسلام.
من هم الشواذ
إن الشواذ هم أشخاص متحولين جنسيًا أو ثنائيي الجنس فهي ميل بعض الأفراد للانجذاب لأشخاص من الجنس ذاته، فالمثليون الرجال يحبون الرجال والمثليين النساء ينجذبون للنساء، وهي حالة مخالفة للطبيعة التي فطر الله عليه عباده ففطرة الإنسان منذ الأزل بأن ينجذب الرجل للمرأة والعكس صحيح، ولكن هذه الحالات المثلية التي كان لها وجود منذ زمن طويل أضحت اليوم أكثر انتشارًا دون أي تخوف من نظرة المجتمع أو الدين حتى إنبعض الدول الغربية قد أقرت جواز زواج المثليين قانونيًا.
شاهد ايضاً: من هم المثليين وكيف يتزوجون
هل يحاسب الله المثليين
نعم الله سوف يحاسب المثليين، فقد حرم الله كل الفواحش ما ظهر منها وما بطن ونهى عنها، ومن بين هذه الفواحش المثلية أو الشذوذ الجنسي، سواء ما كان بين الذكور والذي يسمى باللواط، أو ما كان بين الإناث والذي يسمى بالسحاق، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، وقال: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، وفعل ما حرم الله ونهى عنه يستوجب العقوبة.
شاهد ايضاً: علم المثليين ماذا يعني الوانه؟
حكم المثليين في الإسلام
موقف الإسلام من المثليين أو الشواذ أو ما يسمى بزواج المثليين هو حرام شرعًا، بل ويعتبر كبيرة من الكبائر، وقد كانت المثليّة سبب من أسباب عقاب الله تعالى لقوم لوط، وسبب في إنزال العذاب الأليم الشديد عليهم، فالزواج الشرعي: هو عقد يتم بين الرجل والمرأة الكفؤ له، وأما يخص المثليين الذين يقومون بتزويج الرجال لرجال مثلهم، أو يزوجون النساء لنساء مثلهن، فهذا ليس بزواج ولا يُعترف به أصلاً، بل هو فاحشة وساء سبيلا، وهو منكر ومن أفظع المنكرات التي يقوم بها الشخص ويستحق عقاب الله تعالى وسخطه إذا قام بها، ولا يحلّ لأي مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقوم بمثل هذا أبدًا.
فظاهرة المثليين أو عقد الزواج المثليّ، فيه نوع من الاستهانة بعقد الزواج الشرعي الحلال الشرعي المقدّس والذي يقوم على أسس متينة، لذا فظاهرة المثليين هي خروج عن الفطرة السليمة، وهَدم للأخلاق السليمة، وانسلاخ من معاني الإنسانية بكل أشكالها، لذا لا يجوز زواج المثليين، ولا أي علاقة بين رجل ورجل، أو امرأة وامرأة أخرى مثلها، وهذا النوع من العلاقات والدعوى إليها إنما هي باطل يقصد به تخريب أبناء الأمة الإسلاميّة وجرّهم إلى الويلات والمهالك التي لا تحمد عُقباها، عدا عن أن المثليّة لا يمكن لأي عقل بشري أن يتصوّرها أو يقبلها، كذلك لا يمكن لأي شريعة سماويّة أن تقرّها، فما بالك بدين الإسلام، أعظم الأديان وأقومها وأكثرها تماشيًا مع الفطرة الإنسانيّة.
شاهد ايضاً: الدول العربية التي تدعم المثليين
هل يقبل الله توبة المثلي
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: أنّه من أعظم المعاصي مفسدة هي مفسدة قوم لوط، فقد عاقبهم الله تعالى بأشد أنواع العقاب، من هلاك وخسف وقلب للديار عليهم، ورجمهم بالحجارة من السماء، وذلك لعظم تلك المفسدة التي أقدموا على فعلها، وبمثلها اليوم المثلية التي انتشرت بين المجتمعات ومن المسيء جدًا بأنّها تتلقّى دعمًا وتعتبر بأنّها حرية شخصية، فضلًا عن محاربتهم ونصحهم بالتوبة والعودة إلى الله تعالى.
شاهد ايضاً: الفرق بين ألوان قوس قزح وعلم المثليين
شروط قبول توبة المثليين
إن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة من عباده في الليل والنهار، شريطة أن تستوفي التوبة الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه، والدليل على ذلك في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها”، نسأل الله تعالى العفو والمغفرة وقبول التوبة والابتعاد عن المعصية.
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على إجابة سؤال هل يحاسب الله المثليين، الذي تحدثنا فيه عن حكم المثلية في الإسلام، وعن عقوبة من يمارسها من الذكور والإناث، وكذلك عن الجدل القائم حول هل يقبل الله توبة المثلي ام لا.