ما هو الاستنساخ البشري
الاستنساخ البشري هو عملية علمية تهدف إلى إنتاج نسخ مطابقة وراثيًا من الكائنات الحية، بما في ذلك البشر. يتضمن هذا المفهوم تقنيات متقدمة في البيولوجيا الجزيئية، حيث يتم استخدام خلايا فرد معين لإنشاء فرد جديد يحمل نفس التركيب الجيني. تثير هذه العملية العديد من القضايا الأخلاقية والاجتماعية، حيث تعتبر موضوعًا مثيرًا للجدل في الأوساط العلمية والدينية والثقافية. في هذه المقدمة، سنستعرض مفهوم الاستنساخ البشري، أنواعه، والتحديات المرتبطة به، مما يساعد على فهم أبعاده وأثره المحتمل على المجتمع سنتحدث في الموقع المثالي .
تعريف الاستنساخ
الاستنساخ هو عملية يتم فيها استهداف الوصول إلى كائن حي مكتمل باستخدام خلايا غير جينية مأخوذة من أنسجة الجسم العادية. والمقصود هنا بالتّحديد بالخلايا غير الجّينية خلايا الحيوان المنوي بالنسبة للذكر وخلايا البويضة بالنسبة للأنثى. ويكون هذا الجنين المتكوّن متطابقًا من حيث الجينات الموجودة بنواة الخلية الأولية مع الشّخص الذّي أُخذت منه الخليّة الجسديّة. بمعنى أنّنا لو أخذنا خلية من شعرة رأس الرجل واستخلصنا الشريط الوراثي من نواة الخلية سيكون الجنين حاملًا لنفس الجّينات بالضّبط.
ما هو الاستنساخ البشري
الاستنساخ البشري هو إنشاء نسخة متطابقة وراثيًا من الإنسان المعني بالاستنساخ دون الحاجة إلى التلقيح الطبيعي. يستخدم هذا المصطلح عادةً للإشارة إلى الاستنساخ البشري الاصطناعي، الذّي هو استنساخ الإنسان من الخلايا والأنسجة. ولا يشبه أبدًا مفهوم الولادة الطّبيعي وولادة التوائم المتطابقة. وقد أثارت إمكانية استنساخ الأشخاص الجدل. كما أنّ احتياجه إلى تمويلٍ ضخمٍ وتعدي نسب الفشل في تجاربه لأعلى من 90% أدى إلى تأخر انتشاره. حيث أثبتت نتائج فحص حيوانات التجارب التي تم عليها الاستنساخ أن هذه الحيوانات المستنسخة تعاني أكثر من غيرها من ضعف شديد بالمناعة وقابلية الإصابة بالأورام الخبيثة وأمراض الجهاز العصبي وتتعرض أكثر للموت المفاجئ وكل هذا يؤجل البدء بقوة في الاستنساخ البشري.
أنواع الاستنساخ البشري
للاستنساخ البشري ثلاثة أنواع تختلف باختلاف الغرض من عملية الاستنساخ، وفيما يلي سنورد أنواع الاستنساخ البشري:
- الاستنساخ العلاجي: ويشتمل على استنساخ الخلايا من الإنسان لاستخدامها في الطب وعمليات الزرع، ويعتبر مجال بحث نشط، ولكنه ليس في الممارسة الطبية في أي مكان في العالم.
- الاستنساخ التناسلي: هو عملية صنع نسخة حية كاملة من كائن حي. ينقل الاستنساخ التناسلي للحيوانات نواة من خلايا الجسم إلى بيض تمت إزالة نواته. ثم يتم تحفيز هذه البويضة على الانقسام باستخدام شحنة كهربائية، ثم يتم زرعها في رحم الأنثى.
- الاستنساخ الجيني: هو الشكل الأكثر شيوعاً للاستنساخ، حيث يستخدمه الباحثون في المعهد القومي لأبحاث الجينوم البشري. ويتم استنساخ الجينات ليقوم العلماء بدراستها في بيئة معملية.
الفرق بين الاستنساخ والتلقيح الطبيعي
الفرق بين الاستنساخ والتلقيح العادي والطبيعي الذي يحدث بالعملية الجنسية بين الرجل والمرأة أنّ:
- التّلقيح الطبيعي: يتم باندماج حيوان منوي يحتوي في نواته على 23 كروموسوم “حامل للجينات” مع بويضة تحمل في نواتها 23 كروموسوم أيضا. وبذلك ينتج جسم اسمه الزيجوت وهو اتحاد الخليتين فيحتوي الزيجوت على 46 كروموسوم ويبدأ الانقسام ليكون عدد من الخلايا. كل خلية منهم تكون عضو من أعضاء الجسم في الجنين المتشكل، وهذا الجنين يحمل ميكس من جينات الأب والأم وهذا الميكس يضمن له جينات متفردة ومتميزة عن كلٍ من الأب والأم.
- الاستنساخ: يفرغ العلماء أثناء الاستنساخ إحدى الخلايا الجسديّة وليس الجّنسية من الكروموسومات تمامّا، ومن ثمّ يدمجوها بخلية بويضة مفرغة من الكروموسومات لتتكون خلية زيجوت أوليّة ثم جنين يحمل جينات الخلية الأم الأولى بالتمام، وبالتالي يخرج الجّنين نموذج مشابه ومستنسخ من الكائن الأبوي الأوّل الّذي استخلصوا منه الخلية الأولى.
موقف الاسلام من الاستنساخ
يوجد في الدين الإسلامي العديد من الآراء الفقهية حول الاستنساخ حسب نوعه إذا كان استنساخاً علاجياً أو استنساخاً إنجابياً. لكن اتفق الفقهاء على تحريم الاستنساخ البشري وذلك لأنه يفسح المجال لعواقب وخيمة مختلفة، بما في ذلك اضطرابات الأسرة وتفكك العلاقات الأسرية لحدوث الأمراض الجسدية والعقلية للمستنسخين. أمّا عن استنساخ البشر لإجراء البحوث الطبية الحيوية واستغلال الخلايا الجذعية من الأجنة المستنسخة لأغراض علاجية فقد يكون أمراً مقبولاً من قبل الدين الإسلامي.
في ختام الحديث عن الاستنساخ البشري، نجد أن هذه العملية تحمل في طياتها إمكانيات كبيرة وتحديات معقدة.