معلومات دينية

طاعة الزوج مقدمة على بر وزيارة الوالدين ابن باز

طاعة الزوج مقدمة على بر وزيارة الوالدين ابن باز ، من جمال ديننا الإسلامي أنه جعل جميع العلاقات تقوم على أساس المودة والمحبة والرحمة، وأوصى الاسلام المرأة بطاعة زوجها، وكذلك البر بوالديها، ولكن هناك أولوية للزوج كما ورد في العديد من النصوص الشرعية، حيث يقدم الشرع العديد من الإرشادات لضمان استقرار البيت المسلم، والتي عنوانه المرأة الصالحة، والزوجة المسلمة عادة تسعى الى طاعة الزوج وكذلك طاعة الوالدين إن كانا على قيد الحياة، ولكن حرص الإسلام على أن تسير الحياة الزوجية بالمسار الصحيح، لذلك يتساءل البعض هل طاعه الزوج تقدم على صلة الرحم وبر الْوَالِدَيْنِ أم العكس، ومن أبرز العلاقات التي أوضح ديننا الإسلامي أحكامها هي العلاقة الزوجية، حيث أن هناك العديد من الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة التي توضح حقوق كل من الزوج على الزوجة، وكذلك حقوق الزوجة على زوجها، وفي خلال هذا المقال سنوضح جواب سؤال هل طاعة الزوج مقدمة على بر وزيارة الوالدين، وما هي الأولوية في الطاعة بالنسبة للمرأة المتزوجة.

طاعة الزوج مقدمة على بر وزيارة الوالدين

  • جاء في فتاوى اللجنة الدائمة في المملكة العربية السعودية ما يأتي: “الأخلاق التي على الزوجة اتباعها حيال زوجها: أن تطيعه فيما أمرها به من المعروف مادام في حدود طاقتها، وأن تحفظه في عرضه وماله وأولاده، وترعاه في أهله، وأن لا تمتنع منه إذا دعاها إلى الفراش، وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه، وأن تقوم بما يلزم مثلها من أعمال البيت”.
  • سأل ابن باز عن امرأة رفضت طاعة زوجها وتخاف من الإثم، فجاء جزء من رده: “الواجب على المرأة السمع والطاعة لزوجها في المعروف، وإحسان الخلق، وطيب الكلام، وتنفيذ الأوامر من إحضار الطعام أو غيره من الشاي أو القهوة أو حاجات أخرى مما أباح الله”
  • قال الإمام الألباني: “الزوج له من الطاعة على زوجته كالحاكم المسلم على شعبه، الحاكم المسلم الذي يحكم بما أنزل الله وبما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا نهى الشعب المسلم عن شيء مباح في الأصل يصبح هذا الشيء حراماً..”، والله تعالى أعلم.

هل طاعة الزوج مقدمة على بر وزيارة الوالدين ابن باز

نعم طاعة الزوج في الإسلام مقدمة على طاعة الوالدين كما ذكر أهل العلم والفقه في غير موضع وغير كتاب من كتب الفقه والشرع، اذا منع الزوج زوجته من الخروج من البيت وهو غائب عنها بعذر، فيجب عليها ان تطيعه حتى لو امراها والدها بأن تخرج، حيث ان طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين، وقال ابن تيمية في ذلك: ” الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ، كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ”.

وقال ابن باز: “الواجب على الزوج كذلك أن يعاشرها بالمعروف بالكلام الطيب، بالسيرة الحميدة، كما قال الله سبحانه: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (النساء:19 قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ” (البقرة:228″ فحق الزوج أكبر وهي لها حق عليه أن يعاشرها بالمعروف بالكلام الطيب، بالسيرة الحميدة، بالإنفاق عليها نفقة أمثالها، كسوتها كسوة أمثالها، يخاطبها بالكلام الطيب لا بالسب واللعن، بل بالكلام الطيب والأسلوب الحسن”.

ما الحكمة من مشروعية طاعة الزوجة لزوجها

إنّ الحكمة من مشروعية طاعة الزوجة لزوجها هو أنّه امتثالٌ لأمر الله -عزّ وجلّ- فالواجب على المؤمن أن يسلّم لما يأتيه من الأحكام الشرعيّة، قال تعالى في سورة الأحزاب: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً}. فأحكام المولى المنزلة كلّها ذات حكمٍ بالغة، لذا كان جعل القوامة بيد الرجل على زجته لعديد الأسباب، ومنها:

  • أنّ الرجال لهم القدرة الأكبر على تحمّل المسؤولية، والمرأة لها القدرة الأكبر على تربية الأبناء، فقد جعل الله -عزّ وجلّ- لكلٍّ منهما مكانته في العلاقة الزوجية.
  • كذلك أنّ الرجال عليهم تحمّل حقّ النفقة على الزوجة وأولادها.

شاهد ايضاً: كيف تجعلين زوجك يطيعك طاعة عمياء

شروط طاعة الزوجة لزوجها

توجد في الإسلام مجموعة من الشروط التي يجب على الزوج أن يراعيها في طاعة زوجته له، ويمكن تحديد هذه الشروط في الأمور الآتية:

  • أن يحرص الزوج على ألَّا يضيّق على زوحته في طاعته، فلا يأمرها بأشياء تؤذيها ولا يحبسها ولا يهينها ولا يقلل من شأنها ولا يهين كرامتها، ولا يجبرها على فعل الأشياء التي لا تقدر على فعلها، وهذا أمر إلهي وارد في قول الله تعالى في سورة النساء: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}.
  • أن تحرص المرأة على أن تطيع زوجها في الأمور التي أحلها الله تعالى، ولا تطيعه فيما حرم الله تبارك وتعالى، فلا يجوز للإنسان أن يطيع أحدًا من العالمين في معصية الله جلَّ وعلا، قال رسول الله -صلَّى الله عيله وسلَّم- في الحديث الشريف: “لا طاعَةَ لمخلوقٍ في مَعصيةِ الخالقِ”.

شاهد ايضاً: تقديم محبة الرسول على محبة الوالدين لان فضل الرسول اعظم من الوالدين

من حقوق الزوج على زوجته

على الزوجة أن تطيع زوجها في كل الأمور إلا إذا أمرها بمعصية الله، حيث أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق هذا أمر متفق عليه من قبل العلماء والفقهاء، كما وأن من حقوق الزوج على زوجته حسن المعاشرة، وأعطى الإسلام الأحقية للزوج في إصلاح زوجته إذا كانت  ناشزاً بالوعظ والإرشاد، فإن لم يصلح معها ذلك هجرها في المضطجع، فإن لم يصلحها الهجران ضربها ضرباً غير مبرح، ومن حقوق الزوج أيضاً عدم الرفض إذا دعاها للفراش إلا في حال العذر الشرعي، كما ولا يجوز التنفل بالصيام إلا بإذنه، كما ولا يصح للزوجة الخروج إلا بإذن زوجها، وأن لا تدخل أحداً بيته إلا بإذنه.

زر الذهاب إلى الأعلى