حكم عيد الأم دار الإفتاء المصرية
حكم عيد الأم دار الإفتاء المصرية هو ما سيتناوله في هذا المقال بمناسبة اليوم العالمي للام، فالعيد هو الاسم الذي يطلق على العود من الاجتماع على وجه العادة في السنة أو الشهر أو الأسبوع، ويوم عيد الأم هو أحد أيّام السنة التي يحتفل بها العالم أجمع، ويتساءل الكثير هل يجوز الاحتفال بعيد الأم حسب دار الإفتاء المصرية، وما هو حكم الاحتفال بعيد الام في دار الإفتاء المصرية، لذا يهتمّ الموقع المثالي عبر هذا المقال ببيان الحكم الشرعي للاحتفال بعيــد الأمّ وفتاوى أهل العلم حول هذا اليوم.
ما هو عيد الأم
إنَّ عيد الأم هو عيد منتشر في جميع أقطار العالم اليوم ومنتشر بشكل كبير في جميع الدول العربية، حيث يحتفل الشعوب على امتداد الكوكب في هذا العيد بالأمهات جميعًا وبكلّ التضحيات الكبيرة والبذل الشديد الذي تبذله الأمهات في سبيل الأبناء في هذا العالم، علمًا أنَّ عيد الأم هو عيد معترف به من قبل هيئة الأمم المتحدة، وهو موجود في القائمة الخاصة بالمناسبات السنوية العالمية، ويأتي هذا العيد في أيام مختلفة بين الدول، ولكنّ الدول العربية تحتفل بعيد الأم في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس آذار من كل عام ميلادي، بينما تحتفل شعوب أخرى ودول أخرى بهذا العيد في أيار مايو وشعوب أخرى في شهر أبريل نيسان، وآخرون في ديسمبر كانون الأول من كل عام ميلادي.
حكم عيد الأم دار الإفتاء المصرية
أباحت دار الإفتاء المصرية الاحتفال بعيد الأم، ورأت أنّ الاحتفال بهذا العيد بالطرق المشروعة هو من باب الإحسان إلى الأم وكسب برها، وبر الوالدين من الأشياء التي حثّ عليها الشرع الإسلامي، واستدلّ علماء دار الإفتاء المصرية في هذا القول بقول الله تعالى في سورة الأحقاف: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، وقد رد علماء دار الإفتاء في مصر على موضوع أنّ عيد الأم بدعة، بقولهم:
فالبدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ كما يتضح هذا جليًّا في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) متفق عليه، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله.
هل يجوز الاحتفال بعيد الام الإسلام سؤال وجواب
حكم الاحتفال بعيد الأم الإسلام سؤال وجواب هو من الأمور المحدثة التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم، وهو كذلك من التشبه بالكفار الذين أُمِرْنا بمخالفتهم، ولهذا لا يجوز الاحتفال به، ولا تطاع الأم في ذلك”، وقد بيّن أهل العلم في موقع الإسلام سؤال وجواب هذه الفتوى استنادا لما روي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الحديث الصحيح: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حتَّى كَأنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يقولُ: صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ، ويقولُ: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، وَيَقْرُنُ بيْنَ أصبعيه: السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، ويقولُ: أَمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ خَيْرَ الحَديثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، ثُمَّ يقولُ: أَنَا أَوْلَى بكُلِّ مُؤْمِنٍ مِن نَفْسِهِ؛ مَن تَرَكَ مَالًا فَلأَهْلِهِ، وَمَن تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا، فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ”.
شاهد ايضاً: حكم الاحتفال بعيد الأم اللجنة الدائمة
ما حكم الاحتفال بعيد الأم ابن باز
إنَّ الاحتفال بعيد الأم بحسب ما ورد عن الشيخ ابن باز هو من الأمور المحرمة التي تُعدُّ دبعة واضحة من البدع التي لا أصل لها في شرع الله تعالى، وذهب ابن باز إلى تحريم الاحتفال بعيد الأم لأنّه رأى أنّه من محدثات الأمور، ومحدثات الأمور هي البدع التي تؤدي بالشخص إلى النيران والعياذ بالله، فمن أحدث في أمر الدين ما ليس فيه فهو مرتد عنه، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم: “مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ”، والله أعلم.
شاهد ايضاً: حكم إهداء الأم في يوم الام
تاريخ الاحتفال في يوم الأم العالمي
عيد الأم هو يوم عالمي اتّخذه اليهود والنصارى لتكريم الأم فيه والاحتفال بها، ويتمّ فيه ذلك حول العالم، ويختلف من مكانٍ إلى آخر، وقد بدأت هذه العادة منذ آلاف السنين وكان يتمّ الاحتفال فيه قبل الميلاد في الخامس عشر من شهر آذار كلّ عام، ويستمرّ الاحتفال ثلاثة أيام، ويسمّى مهرجان هيلاريا، وهو من مظاهر الوثنية والشرك، وبعد الميلاد أصبح الاحتفال فيه في يوم الأحد الرابع من الصوم عند الأقباط، ويختلف تاريخ الاحتفال وقصّته من دولة لأخرى، وقد تسرّبت هذه الأفكار بين المسلمين دون معرفتهم بحكمه الشرعي وجهلًا به، ولكنّ الواجب عليهم تركه والابتعاد عنه نظرًا لما فيه من إحياء لسنّة النصارى وتشبّهًا بهم، ولأنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الاحتفال بالأعياد غير عيدي الفطر والأضحى والله أعلم.
بهذه المعلومات نختم هذا المقال الذي تحدثنا في أوله عن عيد الأم بصورة عامة، ثمَّ قدمنا فيه حكم عيد الام دار الإفتاء المصرية، مع وضع الأدلة الشرعية التي استند عليها الشيخان في فتواهما، ثمَّ وضعنا أقوال أهل العلم في حكم الاحتفال بعيد الأم.