من هو النبي الذي عرف بالصبر

من هو النبي الذي عرف بالصبر ؟ أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل لهداية البشر إلى الصِّراط المستقيم، وإبعادهم عن المعاصي والذنوب، وقد ذاق الأنبياء والرسل مختلف أنواع العذاب لنشر رسالة الله عز وجلّ إليهم، ويتساءل الكثير من هو النبي الذي عرف عنه في الصبر، حيث صبر أنبياء الله على كافة مشاق الدعوة إلى التوحيد، فمنهم من قضى قرابة الألف سنة وهو يدعو قومه ولم يؤمن معه إلا القليل منهم، وهناك من جمع له قومه الحطب وأوقدت النار لحرقه، وجميعهم صبروا على جبروت أقوامهم وطغيانهم الكبير وتكذيبهم، حتى أنهم تحملوا مكرهم وسوء نيتهم، وهناك نبي كان صبره كبيرًا، إذ جاء البلاء في صحته وماله وولده، وصبر عليه صبرًا حتى أصبح يُضرب في المثل، ومن خلال الموقع المثالي سنتحدث عن أحد هؤلاء الأنبياء، وهو اسم النبي الذي ارتبط اسمه بالصبر بالتفصيل.

من هو النبي الذي عرف بالصبر

النبي الذي عرف بالصبر هو نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام، ويتفق على أن الله ابتلى ايوب بعد النعم التي كانت قد أسبغها عليه بالكثير من الاختبارات والأمراض التي صبر عليها ايوب لما يزيد عن 15 عامًا، لذلك غالبًا ما يضرب العرب به المثل للتعبير عن صبرهم الطويل على الأمر قائلين “صبر ايوب”. ويرجع نسب نبي الله ايوب عليه السلام إلى سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام والمعروف بأبو الأنبياء، وقد سكن منطقة حوران في بلاد الشام وامتلك أرضًا فيها تدعى “أرض الثنية”، وفيها جرى على نبي الله ايوب عليه السلام ما جرى من نعم واختبارات أبدى عليها صبرً وحمدًا متواصلًا لله تعالى.

ما اسم المرض الذي أصاب النبي أيوب؟

النبي ايوب هو الذي ارتبط اسمه بالصبر، ولم يرد عن مرض أيوب إلا ما جاء ذكره في القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}، وقد ثبت أن مرضه كان ابتلاء له لحكمة لا يعلمها إلى الله -عز وجل-، وقد تكون لرفع درجاته في الجنة، وليس عن ذنب ارتكبه، فقد مرض أيوب عليه السلام في كل جسده.

شاهد ايضاً: من هو النبي الذي دعا ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ؟

قصة النبي أيوب مع المرض

ابتلى الله تعالى النبي أيوب بضررٍ في جسده، وماله، وولده، ولم يبقَ من جسده عضو سليم سوى قلبه، ولم يعنهُ أحدٌ في مرضه ومبتلاه سوى زوجته التي حفظت ودَّه لشدّة إيمانها بالله تعالى ورسوله، فكانت تعمل لدى الناس بالأجرة لتطعمه وتخدمه، وبقيت على هذا الحال لمدة ثماني عشرة عامًا تقريبًا. ولما طال عليه الأمر وازداد وضعه سوءًا وانتهى القدر المقدور، تضرع أيوب إلى الله تعال قائلاً: {أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}، وفي الآية الأخرى، قال: {رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب}، فاستجاب لدعائه أرحم الراحمين، وأمره أن ينهض من مكانه، وأن يضرب الأرض برجله، فامتثل لأمر الله تعالى فأنبع الله عين ماء، وأمره أن يغتسل منها، واختفى جميع ما كان في بدنه من الأذى، ثم أمره فضرب الأرض في مكان آخر، فأنبع له عين أخرى، وأمره أن يشرب منها، فأذهبت ما كان في باطنه من السوء، وتكاملت العافية ظاهراً وباطناً؛ ولهذا قال تعالى: {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب}.

شاهد ايضاً: من هو النبي الذي عايش الى الان

الآيات القرآنية التي وردت فيها قصة سيدنا أيوب وزوجته

وردت قصة ابتلاء سيدنا أيوب وزوجته في عدة مواضع في القرآن الكريم وهي كما يلي:-

• الآيات من ٨٣ إلى ٨٤ في سورة الأنبياء في قوله تعالى “وأيوب إذ نادي ربه إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين”.
• كما ذكرت قصة سيدنا أيوب أيضًا في الآيات من ٤١إلي ٤٤ في سورة ص في قوله تعالى” واذكر عبدنا أيوب إذ نادي ربه إني مسني الشيطان بنصب وعذاب، اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب، ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمًة منا وذكرى لأولي الألباب، وخذ بيدك ضغثًا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب”.

شاهد ايضاً: من هو النبي الذي تمنى الموت ولماذا

نهاية صبر النبي أيوب

إن النبي أيوب الذي صبر على مرضه ووفاة أولاده وضياع ملكه استمر يعيش في حالة صعبة لسنين كثيرة، حتى أنه اعتزل الناس وظلت زوجته وفيةً له ومخلصةً فكانت تعمل لتعيل نفسها وزوجها واستمر هذا الحال لسنين عديدة وكان أيوب يقول لزوجته أنه يخجل أن يطلب إلى الله زوال البلاء فهو قد عاش في النعيم فترةً طويلةً ولم يعش في الضيق إلا فترةً أقل من تلك بكثير، وفي أحد الأيام نادى ربه يناجيه أنه قد مسه الضر فاستجاب الله تعالى لنداء نبيه وجاء الفرج وشفي أيوب من مرضه وعاد قويًا كما في السباب وزوجته كذلك ورزق بأولاد وملك وصحة تعويضًا له على صبره.

كم سنة صبر ايوب عليه السلام

صبر النبي أيوب عليه السلام على ابتلاء الله تعالى له مدة ثمانية عشر عامًا، دون تأففٍ أو امتعاضٍ من أمر الله سبحانه، وكان يكثر من ذكر الله تعالى وهو منهك جسديًا وكان يكثر من الدعاء، وكانت زوجته تطلب منه الدعاء إلى الله بكشف وزوال الهم والابتلاء.

وفي الختام تم التوضيح حل سؤال من هو النبي الذي عرف بالصبر ، وأهم المعلومات حول قصة النبي أيوب عليه السلام الذي صبر على كل ما أصابه واثقًا بفرج الله وحكته، كما وتمّ التطرُّق إلى أن النبي الذي عرف بالصبر هو النبي ايوب عليه السلام.