معلومات دينية

حكم حلاقة الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة

حكم حلاقة الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة من المسائل الفقهية التي تحمل في طيَّاتها الكثير من الأحكام التشريعية، حيث تُعد مسألة قص الشعر والأظافر بالنسبة للمضحي قبل الأضحية من الأمور التي يسأل عنها كثير من الناس مع اقتراب عشر ذي الحجة وعيد الأضحى المبارك. فإنَّ الأيام العشر من ذو الحجه هي أيام فضيلة أمر الله تعالى عباده بالإكثار فيها من العبادة والطاعة والذكر، وخصَّها ببعض الأحكام الشرعية، ومنها الامتناع عن قص الشعر أو تقليم الأظافر. لذلك فإنّ الموقع المثالي سيقف مع الحكم الشرعي حول هل يجوز حلق الشعر في العشر الاوائل من ذو الحجه، بالإضافة إلى معرفة ما حكم الحلاقه في عشر ذي الحجة، وما هي الحكمة الإلهية في ترك الأخذ من الشعر والاظافر لمن أراد التضحية.

حكم حلاقة الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة

اختلف العلماء في مسألة حكم حلق الشعر في عشر ذي الحجة بالنسبة للمضحي إلى ثلاثة أقوال هي:

  • القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى الوجوب بعدم حلاقة الشعر في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة بالنسبة للمضحي ومن الواجب عليه ألا يأخذ من شعره، وهذا رأي الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه.
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى استحباب عدم الأخذ من الشعر أو الأظافر ولم يقولوا بوجوبه، فلو أخذ من شعره واظفاره فإن ذلك مكروه في حقه، وهذا مذهب الشافعية وبه قال سعيد بن المسيب.
  • القول الثالث: ذكر أصحاب هذا القول إلى أنّه ليس من السنة ألا يؤخذ من الشعر لأنّ المضحي هو محل وليس محرم أي ليس محرمًا عليه الطيب والنساء واللباس والزينة مثل المحرم، وبهذا القول ذكر أصحاب المذهب الحنفي والمذهب المالكي.

حكم قص الشعر في يوم عرفة لغير الحاج

إنَّ الامتناع عن قص الشعر أو أخذ شيء منه أو تقليم الأظافر في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة هو أمر مخصوص لمن دخل في الإحرام، أي للحُجاج، وكذلك هو أحد التشريعات التي يجب أن يُراعيها ويلتزم بها من أراد الأضحية، أمَّ من كان مُحلًّا وغير مُحرم وكذلك لم يُرد التضحية، فإنَّه لا بأس في قصه لشعره أو أخذ شيء منه أو تقليم أظافره في يوم عرفة أو في غيره من الأيام العشر من ذي الحجة.

شاهد ايضاً: ما حكم التهنئة بعشر ذي الحجة إسلام ويب

 

هل يجوز قص الأظافر في عشر ذي الحجه

إنّ مسألة قص الأظافر في العشر الأوائل من ذي الحجة بالنسبة للمضحي هي مسألة خلافية مثل قص الشعر، فقد ذُكر اختلاف علماء أهل السنة والجماعة في المسألة على ثلاثة أقوال، أولاها أن ترك قص الأظافر هو واجب لا بدّ على المسلم أن يفعله، وأمّا الثاني فإن ترك قص الأظافر هو سنة مستحبة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأمّا القول الثالث فإنّ ترك أخذ الأظافر هو ليس سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لأنّ ذلك الأمر مختص بالمحرم فقط الذي لا يبلس المخيط ويعزف عن النساء.

هل قص الشعر في عشر ذي الحجة يبطل الأضحية

ورد عن أهل العلم أنهم اختلفوا في مسألة قص الشعر والاظافر للمضحي، فقد اختار الإمام أبي حنيفة وفي رواية عن الإمام مالك أن الأخذ من الشعر والأظفار إذا دخل عشر ذي الحجة لمن أراد التضحية يباح وهو ليس مكروهًا، واختار الشافعي وأيده مالك في رواية أن هذا الأمر مكروه وليس محرمًا، أما أحمد فعند أنه حرام يأثم فاعله، لذلك الأحوط أن يلتزم به المسلم خروجًا من الخلاف، ولو أتى به يأثم؛ لأنه لم يقتدي بالسنة، وينقص أجره لكن لا تبطل أضحيته والله أعلم.

ما حكم حلق الشعر وتقليم الأظافر ناسياً للمضحي

يرى أهل العلم على أنَّه لا يترتب على المضحي قص الشعر أو الأظافر شيء أبدًا، فلا حرج ولا إثم عليه في ذلك لو قص شعره ناسيًا أو قصَّه متعمدًا، ولكنْ يُكره لمن أراد الأضحية عن يأخذ من شعر رأسه أو شعر إبطه أو عانته أو شاربه ويُكره له أن يقص أظافره أيضًا في الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة حتَّى يضحي، قال ابن قدامة فيمن قص الشعر أو الأظافر ناسيًا: “إذا ثبت هذا؛ فإنه يترك قطع الشعر وتقليم الأظافر، فإن فعل استغفر الله تعالى ولا فدية فيه إجماعًا سواء فعله عمدًا أو نسيانًا”، والله تعالى أعلم.

شاهد ايضاً: هل يجوز للحاج صيام العشر من ذي الحجة

حكم أخذ الشعر أو الأظافر لمن يريد أن يضحي ابن باز

ذكر الشيخ ابن باز كما غيره من المشايخ والأئمة أن من أراد أن يضحي لا يجوز له أن يأخذ شيئًا من شعره ولا أظافره، سواءً أكان محرمًا بحج أو ليس محرمًا، ويشمل ذلك كل الجسد ليس فقط شعر الرأس، بل شعر البدن كلّه، ويكون ذلك من إهلال شهر ذي الحجة وحتى يذبح أضحيته، ويشمل الحكم الرجال والنساء معًا دون تمييز، والله أعلم.

الحكمة من عدم قص المضحي شعره وأظافره

يكره لمن أراد التضحية أن يأخذ شيئا من شعره أو أظافره، ولا يمنع له من التطيب أو معاشرة زوجته، وتكمن الحكمة من عدم أخذ شيئا من أظافره وشعره كما قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه أن الحكمة من ذلك هو إبقاء جميع أجزاء البدن حتى تعتق من النار، وقال الإمام المناوي إن الحكمة من ذلك إبقاء على كامل أجزاء جسمه فيعتق بهذا كله من النار، أما التوربشتي هو جعل الأضحية التي يضحي بها المسلم فداء عن نفسه من عذاب النار، فإذا كان مستحقا للعذاب والعقاب فإنه بذلك يفدي نفسه من النار، وأن كل جزء يفدي به فداء عن كل جزء في بدنه، وتكمن الحكمة هنا حتى تتنزل على الإنسان الرحمات وتتم له الفضائل، وحتى يغفر الله له مع كل قطرة دم تنزل من الأضحية، كما أنه تشبيها بحجاج بيت الله الحرام.

وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تعرفنا من خلاله ما حكم حلاقة الشعر في العشر الاوائل من ذي الحجة، وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة حول قص الشعر في عشر ذي الحجة، وأضأنا على الوقت الذي يُمكن للمضحي فيه أن يمتنع من شعره وظفره في عشرة ذو الحجه وما هي الحكمة من عدم الأخذ من الشعر والظفر. فلتلك الأيام خاصية معينة عند المسلمين وهي الأيام التي تسبق عيد الأضحى وهي الأيام المخصصة للحج في الشريعة الإسلامية.

زر الذهاب إلى الأعلى