معلومات دينية

حكم التهنئة بعشر ذي الحجة

حكم التهنئة بعشر ذي الحجة من الأحكام الشرعية التي من واجب المسلمين التعرف عليها والإحاطة بها مع قدوم العشر من شهر ذو الحجة، فهذه الأيام هي من الأيام المباركة التي ذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- فضلها في الأحاديث النبوية الشريفة التي نقلها الصحابة -رضوان الله عليهم جميعاً- عنه، وفيها الكثير من الأعمال المستحبة التي يغفر الله بها الذنوب، وتطال رحمته كل عباده فيها. لذلك يسأل المسلمين حول حكم التهنئة بدخول العشر من ذي الحجة، و هل يجوز التهنئه في أيام العشر من ذي الحجه، فقد اختلف أهل العلم في مسألة التهنـئة بالأعياد أو المناسبات الدينية أو الأوقات الفاضلة والأيّام ومنها أيام عشره ذو الحجه، وسوف يقدم الموقع المثالي لزواره الكرام كافة التفاصيل التي تخص حكم التهنئة بالعشر ذي الحجة، ومع ذكر ما حكم التهنئة بعشر ذي الحجة الإسلام سؤال وجواب، وموقع إسلام ويب، الشيخ بن باز، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ ابن عثيمين، وأفضل الأعمال في الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة.

حكم التهنئة بعشر ذي الحجة

التهنئة بعشر ذي الحجة جائزة على الراجح في أقوال العلماء، بالرغم من أنه لم يرد بها نص شرعي صريح، إلا أن العلماء قالوا بها الجواز على ألا تكون على وجه التعبد واعتقاد السنية، ومن العلماء من رأى أنها جاءت من باب الأدعية، ومن العلماء من قال إن التهنئة بالعيد جائزة، بينما التهنئة بما قبله لم يرد بها نص ولا علم لهم بأن أهل السلف والصحابة -رضي الله عنهم- قاموا بها، ولذلك هذا الموضوع محط خلاف، ومنهم من قال إنه يجوز التهنئة بيوم عرفة مثل الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-، والله أعلم.

حكم التهنئة بدخول عشر ذي الحجة الفوزان

لم يرد عن الشيخ صالح الفوزان أنه أباح التهنئة بدخول العشر من ذي الحجة مطلقًا، وقد حرّم التهنئة بعموم التاريخ الهجري، وذلك لما سئل عن حكم التهنـئة برأس السنة الهجرية فقال: “لا نعرف لهذا أصلاً، والتاريخ الهجري ليس المقصود منه هذا أن يجعل رأس السنة مناسبة وتُحيا، ويصير فيها كلام وعيد وتهاني، وإنما جعل التاريخ الهجري من أجل تمييز العقود فقط، أخذوا الهجرة وجعلوها مبدأ تاريخ المسلمين لأجل معرفة الوثائق والكتابة فقط، ليس من أجل أن تتخذ مناسبة ويتكلم فيها، هذا يتدرج إلى البدع”.

لكن الشيخ الفوزان قال أنّ العشر من ذي الحجة هي أيّامٌ مباركة لها شأنٌ عظيم، وينبغي للمسلم أن يستقبلها بالفرح والسرور، وعلى كلّ مسلم أن يستغل هذه الأيام بما شرّع الله -سبحانه وتعالى-، وذلك حتى تكون كسبًا له عند الله -سبحانه وتعالى-، فعلى أبواب العشر من ذي الحجة والتي هي أيّامٌ عظيمة أودع الله فيها من الخيرات والبركات والرحمات الشيء الكثير لعباده، والمسلم يقف فيها لاغتنام ما أودعه الله فيها، ويبارك لأخوته المسلمين هذا الفضل العظيم والمنة من الله سبحانه وتعالى على سائر المسلمين، ويبادر فيها للإكثار من العمل الصالح والطاعة والعبادة، والله ورسوله أعلم.

حكم التهنئة بالعشر من ذي الحجة اسلام ويب

ورد في موقع إسلام ويب أنّ التهنئة بعشر ذي الحجة جائزة، وذلك قياسًا على ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يبشر أصحابه الكرام بقدوم شهر رمضان المبارك، والذي اعتبره الكثير من أهل العلم أن البشارة هذه من باب التهنئة، وكذلك ورد عن الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه لطائف المعارف أنّه قال: “قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان، كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران، كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين، من أين يشبه هذا الزمان زمان”.

ما حكم التهنئة بعشر ذي الحجة ابن باز

لم يتطرق الشيخ ابن باز -رحمه الله- إلى حـكم التهـنئة بالعشـر مـن ذي الحـجة، إلا أنّه ذكر حكـم التهـنئة بالعيد وقياسًا عليه يمكن استنتاج رأيه بالـتهنئة بعشـر ذي الحجـة، فقال:

“ما أعلم لهذا أصلًا، لكن كان السلف يهنئ بعضهم بعضا: تقبل الله منك، تقبل الله منا ومنك، فإذا قابله، وصافحه، وقال: تقبل الله منا ومنك، وعيدك مبارك؛ فلا نعلم به بأسًا، هذا من العهد الأول بارك الله لك في العيد، أو تقبل الله منا ومنك، وكلمات نحو هذا، لا بأس، يكفي، ليس لهذا صيغة معروفة، فإذا دعا له قال: تقبل الله منا ومنك، أو عيدكم مبارك، أو العيد مبارك، أو جعل الله عيدكم مباركًا سواء كان عيد الأضحى أو عيد الفطر كله واحد، وهكذا في الحج حجك مقبول، تقبل الله منك، عمرة مقبولة، تقبل الله منك، كل هذا وأشباهه كافِ، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق”.

وقد بيّن الشيخ أحكام عديدة للعشر من ذي الحجة، فقال العشر هي التسع ولا يحتسب العيد معها، في مسألة الصيام، فصيام العشر مستحب لكن صوم العيد محرم بإجماع أهل العلم، وأفضل أيام العشر هو يوم عرفة يوم الحج الأكبر ولصيامه فضل تكفير سنة قابلة وسنة ماضية والله أعلم.

الحكمة من المباركة بأيام العشر من ذو الحجة

إن سبب مشروعية الإباحة في التهنئة بعشر ذي الحجة هو أنّه التهنئة فيها بذاتها ليست عبادة إنما عادة، وأنّ التهنئة قسمها أهل العلم لنوعين نوعٌ يكون في نعمةٍ دنيوية تصيب العبد، ونوعٌ يكون في نعمةٍ وفضلٍ في الزمن تصيبه أو وقت عبادة وتتعلق بالزمن، كالتهنئة بالعيد أو تمام الحج وغيره، فالتهنئة بعشر ذي الحجة لعظيم فضل هذه الأيام وفرحًا بكرم الله، ونعمه فيها على عباده والله أعلم.

صفة التكبير بالعشر الأوائل من ذي الحجه

إن أمر “التكبير” فيه سَعة فيمكن للمسلم أن يقول بأي صيغةٍ يراها حسنة، ولم يَرِد عن النبي –صلى الله عليه وسلم- صيغة معينة للتكبير وإنما ورد عن أصحابه –رضوان الله عليهم- ومن ذلك:

  • الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا – وقد وردت عن “سلمان الفارسي” رضي الله عنه.

  • الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر وأجلُّ، الله أكبر ولله الحمد – وقد وردت عن “ابن عباس” رضي الله عنهما.

  • الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد – وقد وردت عن “ابن مسعود” رضي الله عنه.

شاهد ايضاً: بوستات تهنئة بالعشر من ذي الحجه .. تغريدات عن فضل ذو الحجة

حكم صيام الثالث عشر من ذي الحجة الإسلام سؤال وجواب

ورد في موقع الإسلام سؤال وجواب، أنّ صيام اليوم الثالث عشر من ذي الحجة محرم ولا يجوز، وذلك لأنّه يحرم صيام أيّام التشريق الثلاثة بعد عيد الأضحى وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وقد ذكر الموقع أنّه يباح الصوم فيه فقط للحاج القارن أو المتمتع الذي لم يجد الهدي ولم يستطع عليه، فله أن يصوم هذه الأيّام الثلاثة حتى لا يفوت موسم الحج قبل صيامه لها، فيفطر يوم العيد ويكمل الأيّام الثلاثة صومًا، أما غير الحاج فلا يجوز له ذلك مطلقًا والله أعلم.

هل يجوز التهنئة بقدوم عشر ذي الحجة

إنَّ التهنئة بقدوم عشر ذي الحجة جائزة في الإسلام ولا حرج فيها، ويرى أهل العلم من الفقهاء أنَّ لا حرجَ في التهنئة بيوم عرفة أو دخول العشر من ذي الحجة أو غيرها من الأيام الفضيلة في الإسلام، ويرى الكثير من أهل العلم من الأئمة والفقهاء أنَّ التهنئة في الأصل تدخل ضمن العادات والتقاليد ولذلك كان الأمر في سعة على المسلمين، وقد أورد الإمام ابن عثيمين في مجموع الفتاوى أنَّ بعض الصحابة كانوا يقومون بالتهنئة في أيام العيد، ولذلك تجوز التهنئة بدخول عشر ذي الحجة والله أعلم.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هو حكم التهنئة بعشر ذي الحجة، والذي تعرفنا من خلاله على حكم التهنئة بقدوم عشر ذي الحجة في أقوال العلماء، كما تعرفنا على أعمال هذه الأيام وفضلها وأنواع التكبير فيها وصيغه وهل يجوز صيامها.

زر الذهاب إلى الأعلى