معلومات دينية

قصة تاسوعاء وعاشوراء

قصة تاسوعاء وعاشوراء تختلف قصص وروايات هذه اليومين يوم التاسع واليوم العاشر من شهر محرم، وطقوسها، وأحكامها من طائفة إلى أخرى، والذي تعد من الأيام المقدسة عند مختلف الطوائف، ويبحث كثير من النّاس عن قصة صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء لمعرفة الاختلاف في هذه الأيام عند أهل السنة والجماعة واليهود والطائفة الشيعية، فمع اقتراب موعد يومي تاسوعاء وعاشوراء في كل عام هجري، يتجهز المسلمون من أجل صيام تاسوعه وعاشوره، والبعض يصوم اليوم التاسع من محرم مع اليوم العاشر، وفي الموقع المثالي سوف يتم التعرف على ماهي قصة تاسوعاء وعاشوراء الحقيقية كاملة، بالإضافة إلى فضل صوم تاسوعه وعشوره معا وغير ذلك من الأحكام المتعلقة.

قصة تاسوعاء وعاشوراء

لهذا اليومين تاسوعاء وعاشوراء قصص كثيرة ومناسك مختلفة عند الطائفة الشيعية، تختلف عن الطائفة السنية وتختلف عن المناسك عند أتباع الديانة اليهودية، وفيما يلي نعرض لكم قصة تاسوعاء وعاشوراء:

قصة تاسوعاء

إنَّ يوم تاسوعاء هو اليوم التاسع من شهر محرم اليوم الأول من السنة الهجرية من كل عام، وهو اليوم الذي يسبق يوم عاشوراء في كل سنة، وجدير بالقول إنَّ قصة يوم تاسوعاء لها أهمية كبيرة عند أتباع الطائفة الشيعيَّة، والسبب هو أنَّهم يرون أن الحسين بن علي قُتل في يوم عاشوراء العاشر من شهر محرم وأنَّ هذا اليوم هو من الأيام التي حدثت فيها وقائع معركة كربلاء الشهيرة التي حصلت في سنة 61 للهجرة، ويرى أتباع الطائفة الشيعية أنَّ الحُسين حُوصر في يوم تاسوعاء، يقول الإمام الجعفر الصادق: “تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين وأصحابه بكربلاء واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه وفرح ابن مرجانه وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها واستضعفوا فيه الحسين وأصحابه وأيقنوا انه لا يأتي الحسين ناصر ولا يمده أهل العراق”.

قصة عاشوراء

يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام هجري؛ ولهذا اليوم قصص مختلفة عند المسلمين باختلاف الطائفة، حيث يرى أهل السنة والجماعة أنَّ هذا اليوم هو اليوم الذي نجَّى الله -سبحانه وتعالى- فيه عبده ونبيّه موسى -عليه الصلاة والسلام- من فرعون وجنوده، ويرى أتباع الطائفة الشيعية أنَّه اليوم الذي قُتل فيه الحسين بن علي بن أبي طالب في معركة كربلاء في عام 61 للهجرة، فيكون هذا اليوم يوم عبادة وصيام عند أهل السنة والجماعة ويكون يوم عزاء وحُزن وأسى عند أتباع الطائفة الشيعية، وجدير بالذكر إنَّ يوم عاشوراء عطلة رسمية في عدد من الدول التي تضم نسبة كبيرة من الطائفة الشيعية مثل: إيران والبحرين والعراق ولبنان وغيرهم، بينما يُسنّ عند أهل السنة والجماعة صيام هذا اليوم كما أمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والله تعالى أعلم.

قصة الشيعة في يوم عاشوراء

إن قصة يوم عاشوراء عند الشيعة هي شهادة الحسين بن علي رضي الله عنهما في هذا اليوم، وتتلخص فيما يلي:

  • رفض الحسين ولاية يزيد بن معاوية للحكم بعد موت معاوية بن أبي سفيان وغادر إلى مكة.
  •  طلب أهل الكوفة من الحسين الذهاب إليهم لمبايعته، فأرسل إليهم مسلم بن عقيل ليستطلع الأمر، خرج الحسين من مكة إلى الكوفة بعدما أرسل إليه ابن عقيل برغبة الناس وعزمهم مبايعته.
  • وهنا كان الخبر قد وصل إلى مسامع يزيد بن معاوية، فأرسل ابن زياد قائد جيشه ليلاقي للحسين في الطريق.
  • حدثت مفاوضات بين ابن زياد والحسين استمرت لأيام، رفض فيها الحسين مبايعة يزيد.
  • ومع صباح اليوم العاشر من محرم دارت معركة بين الجيشين سقط فيها الحسين والعديد من أصحابه شهداء.
  • قص رأس الحسين على يد شمر بن ذي الجوشن، وقيل على يد سنان بن أنس.
  • وبعد ذلك سيق الأطفال والنساء سبايا إلى الكوفة، ومن بعدها إلى الشام، وكان معهم علي بن الحسين، وعمته زينب، وكانت تتقدم المسير رؤوس القتلة مثبتة على الرماح.

شاهد ايضاً: طقوس يوم عاشوراء عند الشيعة

قصة يوم عاشوراء عند اليهود

يتناول اليهود قصّة يوم عاشوراء من اتجّاه مختلف، حيث راح اليهود إلى تقديس هذا اليوم وإعطاءه القيمة والرمزية العالية كنايةً عن كونه اليوم الذي قد نزل فيه نبي الله موسى -عليه السّلام- في المرّة الثانية من سيناء وكان يحمل لوحا الشريعة وفي هذا اليوم كان الله قد غفر لهم ذنوبهم جميعها (حسب اعتقادهم) وتلك الخطايا التي ارتكبوها بعابدتهم العجل، استنادًا على معتقداتهم اليهوديّة الحاخاميّة وعليه يتم إطلاق اسم كيبور والذي يقابله في اللغة العربية اسم يوم الغفران.

ويقوم اليهود في يوم عاشوراء على أداء أفعال يعتقدون أنّها تقوم على تطهيرهم من الذّنوب والخطايا التي ارتكبوها، حيث يصوم اليهود في يوم عاشوراء انطلاقًا من مكانة هذا اليوم المقدّس في دياناتهم ورمزيّته وارتباطه بنبي الله موسى -عليه السّلام- حيث يعتبر يوم عاشوراء من الأيّام المقدّسة على نحو رفيع في الديانة اليهودية ويسمّى سبت الأسبات تعبيرًا عن قداسته ويحمل أيضًا اسم يوم (كيبور) وتعني في المصطلحات العربية أنّه يوم الغفران الذي يتم به محو الذنوب والخطايا والآثام.

شاهد ايضاً: اول قصة ذكرها الله في سورة البقرة

ما هو حكم صيام يومي تاسوعاء وعاشوراء بنية القضاء

يجوز في الشرع وفق ما ورد عن الصحابة الكرام صيام تاسوعاء وعاشوراء بنية القضاء عن ما فات المسلم في شهر رمضان، فإن أي مسلم يصوم اليوم التاسع و اليوم العاشر من شهر الله المحرم على نية قضاء ما فاته من أيام أفطرها في شهر رمضان المبارك فلا حرج عليه في ذلك، وكان ذلك قضاء يومين من الأيام التي عليه عن شهر رمضان، وإذا صام ثلاثة أيام عاشوراء وهي اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر منه كان ذلك قضاء عن ثلاثة أيام مما فاته في شهر رمضان المبارك، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى “، وقد قال حول ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: ” من صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح، لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له الأجران: أجر يوم عرفة، وأجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء “.

شاهد ايضاً: سبب صيام يوم عاشوراء إسلام ويب

قصة صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء

ترجع قصة صيام تاسوعاء وعاشوراء من أجل مخالفة اليهود في صيام يوم عاشوراء، إن صيام ثلاثة أيام عاشوراء وهي تاسوعاء وعاشوراء والحادي عشر من شهر محرم مستحب وجائز في الإسلام ولا حرج فيه، ويُشار إلى أنه يمكن للمسلم أن يصوم يوم عاشوراء مع يوم تاسوعاء أي اليوم الذي قبله، ويمكن أن يصوم يوم عاشوراء واليوم الذي بعده وهو اليوم الحادي عشر من الشهر المحرم، ففي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” خَالِفُوا الْيَهُود, صُومُوا يَوْمًا قَبْله, أَوْ يَوْمًا بَعْده “، ويمكن للمسلم أن يصوم الأيام الثلاثة معًا وفي جميع ذلك مخالفة لليهود الذين كانوا يصومون يوم عاشوراء منفردًا وهذه هي الغاية من صيام يوم أو يومين مع عاشوراء، لأن المؤمن يجب عليه أن يخالف أهل الكتاب وغيرهم من الكفار.

شاهد ايضاً: ما هو يوم عاشوراء ولماذا سمي بهذا الاسم

مظاهر احتفال المسلمين بيوم عاشوراء

يحمل يوم عاشوراء البهجة والسرور لقلوب المسلمين ويظهر لنا ذلك من خلال الإحتفال بعاشوراء؛ ففي هذا اليوم يتبادل الأسر طبق عاشوراء حريصين علي فعل الخير واغتنام الطاعات لله عز وجل وادخال السرور على بعضهم البعض.

يتهافت المسلمون بمختلف الدول العربية بتحضير بعض الأطعمة للإحتفال بيوم عاشوراء سوف نتعرف على إختلاف هذه الأطباق الشهية من بلد لأخرى :

  • عند المصريين تحرص الأسر المصرية على تحضير طبق حلوى عاشوراء المميز كما يزينونه بالمكسرات المختلفة من اللوز و السوداني والفستق.
  • أما في ليبيا تتنوع مائدة طعامهم من البقوليات مثل تحضير الفول والحمص.
  • في المغرب تحرص الأسر المغربية علي الإحتفال بيوم عاشوراء بتحضير الطبق الرئيسي الذي يطلقون عليه طبق “الفاكية” والذي يستخدمون في تحضيره الفواكه الجافة ويحرصون أيضاً على تجهيز طبق “الكسكسى المغربى”.
  • وأخيراً في الجزائر يحضر الجزائريون أصناف متعددة وكثيرة من أنواع الطعام الشهية مثل الرشتة والشخشوخة والكسكسي وحساء الدجاج.

شاهد ايضاً: لماذا يلطم الشيعة يوم عاشوراء

فضل صيام تاسوعاء وعاشوراء

إنّ صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء هو سنّة نبوية مؤكّدة عن نبي الله محمد صلوات الله وسلامه عليه، وقد تناول الصحابة الكرام رضوان الله عليهم تلك السنة بالسمع والطاعة، ومن فضائل صيام يوم تاسوعاء وعاشوراء:

  • تكفير ذنوب السنة الماضية: استنادًا على ما ورد في حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال:” سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ “، وهي عبارة عن صغائر الذنوب التي قام عليها المسلم في عامه السابق كون الكبائر تحتاج إلى توبة صادقة وقبول حسن من الله عزّ وجل، وهو ما راح على تفسيره الإمام النووي -رحمه الله-
  • اتباع نهج الصحابة في السمع والطاعة: بالاستناد على الحديث فقد ورد في الحديث الذي ورد عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها أنّها قالت:” أَرْسَلَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الأنْصَارِ، الَّتي حَوْلَ المَدِينَةِ: مَن كانَ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَن كانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ. فَكُنَّا، بَعْدَ ذلكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صبيانا الصِّغَارَ منهمْ إنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إلى المَسْجِدِ، فَنَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إيَّاهُ عِنْدَ الإفْطَارِ “.
  • الاقتداء بالرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم: تنفيذًا لأحكام الآية القرآنية ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).

إلى هُنا نصلُ لِختام مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على ما هي قصة تاسوعاء وعاشوراء، وهي من القصص والأحكام التي ترتبط بهذا اليوم في عقيدة السنة والشيعة واليهود، ونظرًا لأهمية هذا اليوم الدينية، وقد تعرّفنا فيهِ إلى أهمّ المعلومات عَن حكم وسبب وفضل صيام يومي عاشوراء وتاسوعاء لهذا اليومين العظيمين وأهمّ الأعمال التي يُستحب القيام بها فيه، وكذلكَ الأعمال التي ينبغي تجنّبها.

زر الذهاب إلى الأعلى