معلومات دينية

أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية

أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية في الشريعة الإسلامية، حيث إنّ هذا اليوم هو أحد الأيام العشر الأوائل من شهر ذو الحجة التي لها فضائلها، أي قبل يوم عرفة بيوم واحد. كما يحمل شهر ذي الحجة الكثير من الفضل والثواب وخاصة في اليوم الثامن والتاسع منه، ويكثر المسلمون في هذا الشهر والايام الأولى من الطاعات والتلبية، ويمثل اليوم الثامن يوم عرفة، وهو من أفضل أيام السنة التي يكون فيها الأجر أكبر من أي يوم، حيث يقوم فيه الحاج بأهم أركان الحج، وأن مناسك الحج تبدأُ من يوم الثامن من شهر ذي الحجة. لذلك فإنّ الموقع المثالي سوف يوضح لكم جميع الإجابات على هذه الأسئلة: ما هي أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة؟ وهل هناك أدعية مخصصة هذا اليوم؟ الأيام العشر الأوائل لها قدسية كبيرة عند الله والمسلمين، ولكن تكون قدسية يوم 8 أكبر من غيرها من سائر الأيام، ففيها معظم أعمال الحج وقد أوصانا النبي ببعض الأعمال التي يستحب القيام بها بيوم ٨ ذي الحجة التي يأتي بها غير الحجاج، وما هي الأدعية التي يُمكن أن تُقال في هذا اليوم.

أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة

أنّ يوم التروية هو اليوم الذي يوافق الثامن من شهر ذي الحجة بالتقويم الإسلاميّ، والسبب في تسميته بهذا الاسم يعود إلى أنّ المسلمين كانوا يتروّون ويتزوّدوم بحمل الماء في رحلتهم من مكة المكرمة إلى جبل عرفات، كما يعرف هذا اليوم باسم يوم النقلة، لما يحدث فيه من النقلة بين مكة ومنى، ويبدأ يوم التروية من غروب شمس اليوم السابع من ذي الحجة، وعلى الحجاج القيام ببعض الأعمال المستحبة في هذا اليوم، وتلك الأعمال التي تكون واجبةً والأعمال التي تكون مستحبّةً في هذا اليوم الثامن من ذي الحجة جاءت بالاستناد إلى السُنة النبوية المطهرة، والقرآن الكريم، وهي كالتالي:

أعمال يوم التروية اليوم الثامن من ذي الحجة للحاج

يتوجب على الحاج أن يقوم بعدد من الأعمال في يوم التروية اليوم الثامن من ذي الحجة، وهو اليوم الذي يتم به الإعلان الرسمي للحاج عن بدأ المناسك والطقوس، وعليه يتوجب على الحجاج القيام بعدد من الأمور، ومنها:

  • يتوجّب على الحاج المتمتّع أن يحرم للحج من مسكنه في ضحى يوم التروية ثامن أيام ذي الحجة، والأمر ذاته لمن أراد أن يؤدي فريضة الحج من أهل مكّة، حي يجب أن يذهب إلى منى للمبيت فهيا، ولكن المبيت ليس فرضًا على الحاج وإنّما سنّة عن النبي.
  • استنادًا على الحديث الذي رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (أمرنا النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لمّا أحلَلْنا أن نُحرمَ إذا توجَّهنا إلى مِنى، قال: فأهلَلْنا من الأبطحِ).
  • بالنسبة للحاج المقرن والحاج المفرد (اللذان لم يتحللا من الإحرام، فيجوز أن يبقوا على إحرامهما).
  • أمّا الحاجّ القارن والحاجّ المفرد اللذان لم يتحلّلا من الإحرام فيبقيان على إحرامهما.
  • يستحب على الحجاج أن يقوم بالاغتسال والتطيّب وترديد التلبية بالقلب بقوله (لبيّك حجًا).
  • أداء الصلوات المفروضة، حيث يجب على الحاج أن يقوم بأداء خمس فرائض بدء من صلاة الظهر في يوم التروية بمنى وحتّى صلاة الفجر يوم عرفة المبارك قصرًا دون جمع (أي ركعتين فقط)، باستثناء صلاة المغرب والفجر فهي صلوات لا تقصر (والله أعلم).
  • يجب على الحاج اغتنام الإقامة في منى بالأعمال الصالحة التي تشفع للمؤمن، من قراءة قرآن وذكر حسن، أو قيام الليل.
  • يجب على الحاج أن يباشر بالاغتسال والتطيّب، ويعلن إحرامه عبر ارتداء لباس الإحرام، وأيضًا للمرأة الحاجة يجب أن ترتدي ملابس مناسبة، ويجوز أن تتطيب بعطر ليس له رائحة، فالغاية هي الطهارة.
  • يجب على الحاج أن يعلن النيّة عن أداء مناسك الحج، لأنّ الأعمال بالنيات فيقول، لبيّك اللهم حجة، وفي حال كان الحاج يقضي حجًا عن شخص ما فتكون النية، لبيّك اللهم حجّة عن فلان، ويعرّج على ذكر اسم الرجل أو الشخص إلى يقوم بالحجة نيابة عنه.
  • من المهم أن يقوم الحاج بالتلبية وتكرار التذكير بها، بقوله (لبيّك اللهم لبيّك، لبيّك لا شريك لك لبيّك، إنّ الحمد والنعمة، لك والملك، لا شريك لك)
  • على أن تكون بصوت واضح ومسموع عند الرجال.
  • وعلى أن تكون بصوت خافت عند النساء.
  • تستمر المناسك في منّى حتّى فجر يوم عرفة، حيث يؤدي الحاج صلاة الفجر في منى، ويقيم حتّى طلوع الشمس ليغادر بعدها إلى عرفة مأجورًا بإذن الله تعالى.

شاهد ايضاً: أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة

أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية لغير الحاج

إن أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية لغير الحاج كثيرة ويمكن أن يقوم بالعديد منها في يوم التروية ومن ذلك:

  • الصلاة والتهجد.
  • الذكر والدعاء.
  • قراءة القرآن الكريم.
  • الصيام.
  • التكبير والتهليل والتحميد.
  • الصدقة.
  • الابتسامة.
  • الاستغفار.
  • التوبة.

شاهد ايضاً: فضل كل يوم من عشر ذي الحجة

أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة عند الشيعة

يتفق أئمة الشيعة على أنّ أفضل الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها في يوم التروية وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة من كل عام هجري هي الأعمال الآتية:

  • الصيام: هو من أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة عند الشيعة، وقد استحباب صيامه، فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: «إنّ صوم هذا اليوم يعادل كفارة ستين سنة».
  • زيارة الحُسين: وزيارة يوم التروية من الزيارات المثبتة في كُتب الشيعة والتي يُفترض أن يؤديها الشيعة في كل سنة هجرية.
  • الإكثار من الدعاء: حيث توجد مجموعة من الأدعية التي ينبغي الدعاء بها في يوم التروية ثامن يوم من ذي الحجة من كل عام.

شاهد ايضاً: فضائل عشر ذي الحجة وما يشرع فيها

فضل صيام يوم التروية الثامن من ذي الحجة

بعد معرفة أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية سيتمّ الحديث عن فضل صيام يوم التروية الثامن من ذي الحجة، وهو من ضمن الأيام العشر الأوائل التي خصّها الله -سبحانه وتعالى- بخصائص وميّزات عن غيرها من الأيّام، وجعل الأعمال الصّالحة دون تحديد لنوعها أفضل وأحبّ إلى الله من الأعمال فيما دونها من الأيّام، ورد في الحديث الذي رواه الصّحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ قالَ : ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ”.

ويعد الصيام من جملة الأعمال الصالحة المستحب الإكثار منها في العشر الأوائل من ذي الحجّة، فصوم يوم التّروية أمرٌ مستحب للمسلم غير الحاج، أمّا الحاجّ فإنّه لا يُستحبّ له الصّوم وذلك أنّ الصّوم قد يشغله عن أداء مناسك الحج ويُضعفه فلا يقوم بالعبادة على أكمل وجه، لذلك شرّع الإسلام الفطر للحاج حتّى يتقوى على عبادته، ولم يرد في فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة أو يوم التروية أيّة نصوص لكنّها وردت في فضل صيام يوم عرفة تحديداً، فصيام يوم عرفة من أسباب تكفير سنتين من الذّنوب، لكنّ الصّيام عبادةٌ عظيمةٌ بذاتها والله يجزي بها من يشاء وكيفما شاء، لذلك على المسلم أن يُكثر من الصّيام في العشر كلّها ومن ضمنها يوم التّروية.

لماذا سمي اليوم الثامن بيوم الترويه

بعد أن تمكنا من التعرف على أعمال اليوم الثامن يوم التروية، يجب العلم أن يوم التروية سًمي بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا فيه يروون من الماء، وهناك آخر حول تسمية هذا اليوم بهذا الاسم وهو أن سبب تسمية اليوم الثامن من ذي الحجة بيوم التروية؛ لأن الحجاج كانوا يروون فيه بالماء استعدادا ليوم عرفة، ويسمى بيوم النقلة، وذلك لأن الحجاج ينتقلون فيه من مكة ويذهبون إلى منى. وقيل إن سبب تسمية اليوم الثامن بيوم التروية؛ لأن فيه سيدنا إبراهيم -عليه السلام- تمهل ليعلم الرؤيا التي رآها في ذبح ابنه هل هي رؤيا من الله تعالى أم حلم، وقال الأعمش: إنما سمي يوم التروية: لأن الناس كانوا يتروون فيه الماء إلى عرفات، ولم يكن بها ماء.

شاهد ايضاً: لماذا يصوم المسلمون العشر من ذي الحجة

ماذا يعني يوم التروية في الحج

معنى يوم التروية في الحج أنه هو اليوم الأول من أيام الحج، حيث يوافق هذا اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وتكون فيه القامة والبيت في منى حتى الخروج منها في صباح يوم عرفة، ومن ثم الذهاب للوقوف على جبل عرفات، ويعد ذلك أول أعمال الحج الخاصة بعد الإحرام، وقد سمي يوم التروية بهذا الاسم؛ لأن الناس فديمًا كانوا يرتوون فيه من مكة قبل الذهاب إلى منى، حيث لم هناك ماء في منى، فيأخذون حاجتهم وكفايتهم من التروية قبل البدء بمناسك الحج.

أخطاء في يوم التروية

يقع بعض الناس في أخطاء في يوم التروية، ويظنون أنهم يقومون بعمل جيد، وفيما يأتي بعض الأخطاء التي يقع فيها الناس في يوم التروية:

  • يعتقد بعض الناس أن الإحرام يجب أن يكون من المسجد الحرام، ولكن من السُنَّة أن يُحْرِمَ الإنسان من موضعه بمكة المكرمة.
  • يعتقد بعض الناس أن الثياب التي اعتمر بها لا تصلح ولا يصح الإحرام بها في الحج، وهذا خاطئ.
  • يقوم الكثير من الحجاج بالبدء بالاضطباع منذ دخول يوم التروية وحتى نهاية الحج، والصحيح أن الاضطباع يكون عند طواف القدوم أو عند طواف العمرة فقط.
  • يعتقد بعض الناس أنه يلزمه العودة إلى مكة والإحرام منها، إذا كانوا في منى قبل يوم التروية، وهذا خاطئ، حيث يمكن للحجاج أن يحرموا من مكانهم في مكة المكرمة.
  • ترك البعض سنة قَصْر الصلاة في منى، يقوم بعض الناس بالجمع بين الصلوات دون حاجة شرعية، أو يتركون سنة قصر الصلاة في منى، ولا حاجة لذلك.

شاهد ايضاً: دعاء يوم التروية لغير الحاج وأهم الأعمال المستحبة بيوم التروية للحجاج ٨ ذي الحجه

الأدعية المستحبة في 8 ذو الحجة يوم التروية

الدعاء المستحب في يوم التروية اليوم 8 من شهر ذي الحجه كثيرة ولعلّ المسلم جميع أوقاته يكون فيها الرجاء في الإجابة، ومن أهمّ مواطن الدعاء في ذي الحجة هو من اعمال اليوم الثامن ذو الحجه من الكتاب والسنة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه لم يرد دعاء مخصوص بهذا اليوم، ولكن يستحبّ للمسلم أن يدعو بما أثر عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من الدعاء، ومن هذه الأدعية:

  • اللهم في ثامن أيّام العشر المباركة، وفي يوم التّروية، أسألك يا ربّي أن تجعل صلاتي وصيامي ودعائي في هذا اليوم بالشّكر والقبول على ما ترضاه منّي، اللهم لا تخذلني فيه لأنّي كنت قد عصيتك، اللهم أخرجني فيه من موجبات سخطك وأدخلني في موجبات رحمتك وكرمك، إلهي أسألك البرّ والخير عاجله وآجله، وأعوذ بك من الشّرّ عاجله وآجله، اللهم أسألك الجنّة وما قرّب إليها من قولٍ أو عمل.

  • اللهم ربنا لك الحمد في هذه الليلة الثامنة من ذو الحجه، ولك الحمد في كلّ ليلة، ولك الحمد حتّى الرضا، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، اللهم أتمم النعمة والفضل والعافية والستر وجبر الكسر وزيادة البر وكبت الشر يامن تزيد في الخلق ما تشاء زدنا قوة منك نتقوى بها على طاعتك نلتمس عونًا منك لنقوم بشكر نعمك أطفئ لوعة قلوبنا بفيض من حبك ولطفك.

  • ربي في ثامن يوم من ذي الحجة إن قلوبنا ظمأى لفيض من رضوانك فانشر علينا من فضلك وعافيتك ورحماتك وإن افئدتنا تشتهي حبك.. فارفق بنا ارزقنا لطائف أنوار تثبيتك نعوذ بك من فجأة البلاء، وتشفي الأعداء نسألك العون على تحرير الصدق وتجريد القصد أحبنا.. وارض عنا.

وفي ختام المقال الذي تعرفنا من خلاله على ذكر أهم اعمال اليوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية، وذلك بعد أن تعرفنا أن من أفضل الاعمال في اليوم الثامن من ذي الحج واجبة على الحاج والبعض منها على غير الحاج، ولكن من الضروري ألا يفوت المسلم أي من هذه الأعمال الواجبة والمستحبّة في يوم التّروية، فإن فضل ثامن يوم من ذي الحجّة أحد أيام العشر التي هي أعظم أيّام السّنة.

زر الذهاب إلى الأعلى